علي نوري.. أجساد تخرج من العزلة والصمت

19 أكتوبر 2022
من المعرض
+ الخط -

في معارضه السابقة، عاين النحّات العراقي علي نوري (1965) عدّة موضوعات أساسية، مثل حالة الاضطراب الدائمة التي يختبرها البشر في واقع ضاغط اقتصادياً وسياسياً، وتعمُّق حالة عدم الاستقرار واللايقين تجاه كلّ ما يحيط به من أحداث وأزمات.

كما تناول الهجرة بوصفها انعكاساً لتلك الأزمات، خاصّة في العالم العربي، حيث يُجبَر المواطنون في العديد من بلدانهم على مغادرتها دون ضمان وصولهم أحياء إلى المنافي، مستخدماً خامات متنوّعة للتعبير عن موضوعاته، ومنها الحجر والغرانيت والبرونز.

حتى الثالث من الشهر المقبل، يتواصل معرض علي نوري بعنوان "ملف شخصي" في "غاليري إبداع" بالقاهرة، والذي افتُتح في العاشر من الشهر الجاري، ويشكّل امتداداً لتجربته في التركيز على حالة الصراع التي يعيشها الإنسان المعاصر ومحاولاته للمقاومة أحياناً واستسلامه للعجز أحياناً أخرى.

يركّز الفنان في منحوتاته المعروضة على الحركة التي تبرزها انقباضات الجسد وتوتّراته في عدد من الحالات التي تعكس أشكالاً متباينة من الاستجابة، حيث يفقد قدرته على التوازن وتنعدم لديه القدرة على ضبط اضطراباته، أو ينتصب الجسد مستقيماً في تكوينات دقيقة تُظهر تماسكه.

من المعرض
من المعرض

تحضر تشوّهات الوجوه أو أجزاء من الأجسام التي ينحتها نوري، وكأنها تورُّم أو انتفاخ في البطن أو اختلال في التشريح وأبعاده، في تأكيد على التأثيرات السلبية التي تدفع الجسد إلى التشظّي والتصدّع أو إخفاء الوجه بكفّ اليد وغيرها من الأوضاع التي يشير إليها الفنان في تقديم المعرض، قائلاً إنه "خرج من العالم الصغير المليء بالوحدة والعزلة والصمت وحالة الاستياء في بحث لتحرير الروح ومواجهة الحياة وشدائدها، مؤمناً بفكرة الكفاح وزرع الأمل".

ويوضح البيان أيضاً أن "إحدى الوظائف الأساسية للفن، بخلاف البحث التشكيلي والجمالي، هي التعبير عن الحرّية الصعبة، التي تجعل الفنان متحرّراً من الاضطهاد والأحكام المسبقة وجميع القيَم الرجعية المقيِّدة لتلك الحرّية".

يُذكر أن علي نوري تخرّج من "كلية الفنون الجميلة" في "جامعة بغداد"، وشارك في عدد من المعارض الجماعية منذ نهاية الثمانينيات، وأقام عدّة معارض في القاهرة، مثل "اضطرابات" و"الهجرة والثبات" وغيرهما.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون