علي طه عمر.. ترميم المجموعة المعمارية المولوية

30 يناير 2023
(مدرسة سنقر السعدي في شارع السيوفية القاهري)
+ الخط -

في بدايات القرن السادس عشر، قدم مجموعة من الدراويش المولوية إلى القاهرة واستقرّوا في منطقة الحلمية حيث سكنوا في مجموعة مبانٍ تعود إلى العصر المملوكي ومنها قصر الأمير يشبك، وقصر الأمير قوصون، ومدرسة وضريح الأمير شمس الدين سنقر السعدي، وجميعها بُنيت خلال القرن الرابع عشر.

حملت هذه المنطقة اسم هؤلاء الدراويش حتى اليوم؛ المكان الذي اتخذه المتصوّفة ملجأ لهم، وفضاءً لإقامة طقوسهم وحلقات الذكر خلال القرون الماضية في شارع السيوفية، أحد الشوارع المتفرّعة عن شارع المعزّ لدين الله، حيث توجد أغلب الآثار الإسلامية في العاصمة المصرية.

"ترميم المجموعة المولوية" عنوان المحاضرة التي يقدّمها أستاذ العمارة علي طه عمر عند السادسة والنصف من مساء السبت المقبل في "بيت المعمار المصري" بالقاهرة، ويضيء خلالها تاريخ المَعلم التاريخي الذي تمتزج فيه طُرز العمارة المملوكية والعثمانية.

يستهلّ المحاضِر حديثه بالعودة إلى زمن الممالك البحرية، حين بُنيت "مدرسة سنقر السعدي"، مسؤول الحرس الملكي آنذاك، وبدأ المتصوّف ناصر الدين صدقة باستخدامها للتدريس بعد ذلك بسنوات إلى أن رحل، ودُفن فيها حيث لا يزال ضريحه قائماً لليوم.

ينتقل عمر إلى التوسع في أبنية الموقع خلال العهد العثماني، مع محاكاة ظاهرة للتكية المولوية الموجودة في مدينة قونية التركية، حيث شُيّدت تسع عشرة حُجرة، طبقاً لحروف البسملة، وتُحيط بهذه الحُجرات حديقة بنافورة في الوسط، ثم منطقة المطبخ، وتليها منطقة الاستقبال.

ويُشير أيضاً إلى واحدة من أبرز قاعات المكان وهي "قاعة السماع خانة" أو "مسرح الدراويش" الذي تتوسط سقفه قبّة مُقامة على اثني عشر عموداً خشبياً يحوي كلّ واحد منها اسماً من أسماء الأئمة الاثني عشر عند الشيعة، وتليها مناطقُ مستطيلة تضمّ كتابات تراكمية بحروف عربية، أمّا باطن القبة فقد زُخرف بمناظر طبيعية عبارة عن عمائر وأعلام تركية وزخارف نباتية وعدة رسوم معبّرة عن الفلسفة الصوفية التي تقوم عليها الطريقة المولوية، وكذلك هناك دوائر ترمز إلى الأيام الستة التي خلق الله فيها الكون وأُخرى ترمز إلى الزمن الإلهي المطلق، إلى جانب الطيور المحلّقة في السماء، وهي ترمز إلى تحرّر النفوس من المادة وقيودها والانطلاق إلى السماء.

يتتبّع المحاضر عمليات الترميم للمجموعة التي بدأت أواخر السبعينيات، حيث بدأ الخبراء الإيطاليون أنشطة الترميم بعد أن اقاموا في المكان مدرسةً لتدريب المتخصصين والطلبة، حتى انتهى إحياء المكان الذي يمتدّ على مساحة سبعة آلاف وخمسمئة متر مربع عام 1988.
 

المساهمون