عصمت داوستاشي.. عن ثمانين عاماً متوهّجة

11 فبراير 2023
عصمت داوستاشي مع مجموعة من أعماله
+ الخط -

ليس الحديث عن التشكيلي المصري عصمت داوستاشي (1943) مجرّد تخصيص للكلام عن فنان واحد فحسب، فتجربته الممتدّة لأكثر من ستين عاماً تشكّل تياراً عريضاً في مشهد التشكيل المصري، تتقاطع فيه الرؤى البصرية، وتتنوّع الأساليب والأدوات التي يبني عليها لوحته؛ إذ يستلهم البيئة الشعبية، ويؤطّرها في جوّ لا يخلو من الأسطرة.

"توهّج 80 عاماً" عنوان المعرض الذي ينطلق عند السادسة من مساء غدٍ الأحد، في "مركز الجزيرة للفنون" بالقاهرة، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، في احتفاء تُستعاد فيه أهم توقيعات داوستاشي.

يضمّ المعرض مئة وسبعينَ عملاً فنياً في مجال الرسم بالألوان الزيتية، تمتدّ منذ بداياته الفنية وصولاً إلى أواخر أعماله التي قدّمها العام الماضي. كما يوفّر المعرض فرصة لدرس الرحلة التشكيلية عند الفنان، وكيف استطاع أن يبتكر عالماً مزج فيه بين حدّة الواقعية المستوحاة من الطبيعة والبيئة والأشخاص، مع السحر القائم على التوجه صوب الأساطير والملاحم.

لولادة الفنان في الإسكندرية والعيش فيها، أثرٌ في مسيرته أيضاً؛ لما طبعته هذه المدينة البحرية والمتنوّعة في أعماله من رؤىً تجديدية، حيث أقام أول معرض له في الرسم والتصوير الزيتي عام 1962، قبل أن يدرس فن النحت بكلية الفنون الجميلة "جامعة الإسكندرية".

الصورة
عصمت داوستاشي - القسم الثقافي
"مصر الحزينة"، 1966

في عقد السبعينيات، بدأ ينحو باشتغالاته صوب التجريد، ويخطّ لنفسه خطّاً سريالياً، حيث لم تعُدِ الواقعية بمسحتها السحرية تلبّي تطلّعاته، ومن مُعادِلات هذا الانفتاح المدرسي أنه نوّع في أدواته التي يعتمدها وبدأنا نرى أعمالاً كولاجية صرفة، مع محافظته على أسلوبه الذي يُمكن تمييزه من حيث الخطوط العريضة والألوان المباشرة. وبهذا يكون قد وطأ عتبة أولى في مسيرته التي ليس فيها شيء ثابت بالمطلق، سوى مقدار من التحوّلات الموضوعية الحاضرة دائماً.

الصورة
منحوتة سفينة الأسرار - القسم الثقافي
منحوتة "سفينة الأسرار"

وضع داوستاشي يده مراراً على مكامن الخلل الاجتماعي، وحملت عناوين معارضه نقداً لاذعاً لظواهر مختلفة، دون أن يقع في فخ التسطيح، أو يحوّل قضيته إلى حدثٍ مركزي يُسيّر اللوحة أو يُملي عليها تصوّراته.

يُشار إلى أنّ أحد أعمال داوستاشي النحتية، والذي يحمل عنوان "سفينة الأسرار" تعرّض للتدمير قبل عدة سنوات، بعد أن قرّرت محافظة أسوان توسيع ميدان المحطة، رغم المناشدات التي أرسلها الفنان حينها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون