عزّ الدين المناصرة.. استعادة الشاعر في مسقط رأسه

18 يوليو 2021
(عزّ الدين المناصرة، 1946 - 2021)
+ الخط -

"عزّ الدين المناصرة: شاعراً وناقداً" عنوان المؤتمر الذي نظمته وزارة الثقافة وبلدية بني نعيم في محافظة الخليل أمس السبت، بمشاركه عدد من الكتّاب والأكاديميين والنقاد العرب، الذين قاربوا قضايا مختلفة مثل اللغة اليومية في قصائد الشاعر الفلسطيني (1946 – 2021)، وتوظيفه الأسطورة، وتجربته في النقد والتدريس.

تحدّث الكاتب الفلسطيني عادل الأسطة في مداخلته عن مفهوم المناصرة للقصيدة وتلقي النقاد لها، كما تناوله في كتابه "هامش النص الشعري" (1998)، حيث يقسّم القصيدة الفلسطينية إلى ثلاثة أقسام هي: قصيدة الأونروا (اللجوء) التي كُتبت بعد النكبة، وقصيدة المقاومة التي تأسست مع العمل الفلسطيني المقاوم، وقصيدة العولمة التي تستلهم الشعر العالمي المعاصر وبدأت تبرز في الثمانينيات.

وأشار إلى رفض المناصرة ربط قصيدة المقاومة بما كتبه شعراء الحزب الشيوعي في فلسطين المحتلة، إذ إن هناك شعراء كتبوا قصيدة المقاومة آنذاك ولم ينتسبوا إلى الحزب مثل راشد حسين، وكذلك شعراء فلسطينيين في المنفى ممن انتمى إلى الثورة وكتب الشعر مثل عزّ الدين نفسه وأحمد دحبور ومريد البرغوثي وآخرين.

كما أثار صاحب ديوان "جفرا"، بحسب الأسطة، إشكالية النقد العربي الحديث حيث النقاد العرب يقرأون الشخوص ولا يقرأون النصوص، حيث يخلص إلى أن هذا النقد يركّز على ما هو خارج النص من علوم إنسانية ولا يركّز على النص وهذا ما انسحب على قراءة النقّاد العرب لشعر المقاومة الفلسطينية، لذلك كان يرى أن أفضل نقد هو ما يقدّمه الشاعر للشعر.

ناقش المشاركون اللغة اليومية في قصائد الشاعر الراحل وتجربته في النقد والتدريس

أما الأكاديمي المصري مصطفى عطية، فبيّن أن شعرية المناصرة يجب أن تُقرأ ضمن سياقات تاريخيتها الشعرية، بمعنى استفادته من تجربة الحداثة بما يحتويه من رموز وتناص وصور، مستشهداً بقصيدته "زرقاء اليمامة" التي اشتغل عليها شعراء عرب من قبل، لكن المناصرة يستحضر زرقاء اليمامة بمعطياتها التراثية الدلالية في تناص كلّي، ويربطها بمأساة النكبة الفلسطينية حيث يشكو إلى زرقاء اليمامة حالة الضعف والتيه العربية.

وقدّم الباحث الفلسطيني صالح حماد مداخلة، لفت فيها إلى أن التناص في تجربة عز الدين المناضرة تناولته دراسات عربية متعدّدة في ضوء ثلاث إشكاليات رئيسية تتمثّل في غرابة الشخصيات التراثية لدى المتلقى، وغرابة أقوالها، وغرابة المتناصات في المقطع الشعري الواحد، موضحاً أن ثمة مصادر أساسية نهل منها الشاعر أساطيره، منها مصادر دينية وتراثية شرقية ومصادر إغريقية، محاولاً التفريق في توظيف كلّ من هذه المصادر في آلية تلقيها.

تحدّث أيضاً باحثون ونقّاد عرب آخرون منهم آمنة بيطاط وأم الخير حسيني وفتحية أمغار من الجزائر، ورجاء محمد علي من مصر، وأسماء الصاعدي من السعودية، وتقي الدين التميمي وسناء عطاري من فلسطين.

وقدّم المشاركون جملة توصيات، ومنها إطلاق اسم الشاعر المناصرة على قاعات تدريس في الجامعات الفلسطينية والعربية والمؤسسات الثقافية، وتبني عقد المؤتمر سنوياً، وعقد محاضرات وندوات تعريفية عن الشاعر المناصرة، ومقارنة إنتاجه الأدبي بشعراء آخرين، والتنسيق مع الجامعات الفلسطينية والعربية لدراسة أدب الشاعر المناصرة وتدريسه وتناوله مواضيع البحث العلمي في الدراسات العليا، وتوثيق ذلك بالنشر والتعميم، إلى جانب إطلاق جائزة التميز في البحث العلمي في موضوع الأدب المقارن باسم الشاعر المناصرة، يصاحبها جوائز ومنح دراسية من خلال صندوق يؤسس لدعم الدارسين والباحثين في الأدب العربي والفلسطيني خاصة.
 

المساهمون