عبد اللطيف اللَّعبي.. تتويجٌ بأزهار تولوز

27 ابريل 2024
اللَّعبي في قراءة على هامش تسلّمه "الجائزة الدولية للشعر" في المكسيك، تمّوز/ يوليو 2017
+ الخط -
اظهر الملخص
- عبد اللطيف اللَّعبي، الشاعر المغربي المولود في فاس عام 1942، يفوز بالجائزة الكبرى للشعر باللغة الفرنسية من "أكاديمية ألعاب الزهور" في تولوز، تكريمًا لمسيرته الأدبية الغنية.
- اللَّعبي، صاحب الإسهامات الأدبية المتنوعة بما يقارب ستين عملاً بين الشعر والرواية والمسرح، يستعد لاستلام الجائزة وإصدار مجموعته الشعرية الجديدة "على بُعد خطوتَين من الجحيم".
- تُعد هذه الجائزة إضافة إلى سلسلة من الجوائز الأدبية الرفيعة التي حصدها اللَّعبي، وتأتي تتويجًا لمسيرة حافلة بالإبداع الشعري والنضال الثقافي، بما في ذلك تأسيسه لمجلة "أنفاس" وتجربته الصعبة في السجن.

أصبح الشاعر المغربي عبد اللطيف اللَّعبي (مواليد فاس عام 1942) أوّل فائز بـ"الجائزة الكُبرى للشعر باللغة الفرنسية"، والتي أطلقتها "أكاديمية ألعاب الزهور" Académie des Jeux floraux في مدينة تولوز الفرنسية العام الماضي، بالتزامُن مع الذكرى المئوية السابعة لتأسيسها؛ حيث تُمنح لشعراء يكتبون بالفرنسية، بغضّ النظر عن جنسياتهم أو بلدان إقامتهم.

ويُنتظَر أن يتسلّم اللَّعبي الجائزة خلال حفل تُقيمه الأكاديمية في "مبنى الكابيتال" التاريخي بالمدينة الجمعة المُقبل، الثالث من أيار/ مايو القادم. وقبل يوم من ذلك، تصدر للشاعر المغربي، عن دار "لوكاستور أسترال" الفرنسية، مجموعةٌ شعرية جديدة تحمل عنوان "على بُعد خطوتَين من الجحيم".

وتُضاف المجموعة إلى قرابة ستّين كتاباً تتوزّع بين الشعر والرواية والمسرحية والسيرة واليوميات والترجمة أصدرها اللَّعبي منذ عام 1965؛ قرابةُ 23 منها كتبٌ شعرية؛ من بينها: "عهد البربرية" (1980)، و"الشمس تموت" (1992)، و"الخريف الموعود" (2003)، و"مبدأ الريبة" (2016)، و"الشعر لا يُهزَم" (2020)، و"لا شيء تقريباً" (2022)، و"الأرض برتقالة مُرّة" (2023).

قرابة ستّين كتاباً بين الشعر والرواية والمسرحية والسيرة والترجمة

أمّا الجائزة الجديدة، فتُضاف إلى مجموعة من الجوائز الأدبية الرفيعة التي حازها عبد اللطيف اللَّعبي عن إصداراته الشعرية المختلفة؛ وأبرزها "جائزة آلان بوسكيه" عام 2006، و"جائزة غونكور للشعر" عام 2009، و"الجائزة الكبرى لأكاديمية اللغة الفرنسية" عام 2011، و"جائزة روجر كوالسكي للشعر" (تُعرَف أيضاً باسم "جائزة الشعر الكبرى لمدينة ليون") عام 2021، إلى جانب "الجائزة الدولية للشعر: عصر ذهبي جديد" في المكسيك عام 2017، و"جائزة محمود درويش" في فلسطين عام 2020.

وبدأت "أكاديمية ألعاب الزهور" عام 1323 كمنتدىً أطلقه سبعةُ شعراء لتبادُل الأفكار حول الشعر؛ حيث أطلقوا في تشرين الثاني/ نوفمبر من تلك السنة دعوةً لجميع الشعراء في تولوز وخارجها للمشاركة في مباريات أو مناظرات شعرية أصبحت تُقام سنوياً ابتداءً من أيار/ مايو عام 1324؛ حيث كان الشعراء الفائزون يحصلون على زهور كجوائز لهُم.

ولم تتحوّل "ألعاب الزهور" إلى أكاديمية بشكلها الحالي إلّا في نهاية القرن السابع عشر، وتحديداً عام 1694. وظلّت الأكاديمية محتفظةً بالتاريخ نفسه (الثالث من أيار/ مايو) لتوزيع جوائزها الشعرية المختلفة؛ ومن ضمنها الجائزة الجديدة التي عادت لعبد اللطيف اللَّعبي.

يُمثّل اللَّعبي أحد الأسماء البارزة في المشهد الثقافي المغربي والعربي والعالمي؛ وهو الذي ارتبط اسمه بمجلّة "أنفاس" التي أسّسها عام 1966 مع مجموعة من كتّاب المغرب، واستمرّت في الصدور حتى حظرها عام 1972، السنة التي اعتُقل فيها بسبب نشاطه في حركة "إلى الأمام" اليسارية، ولم يستعد حرّيته إلّا عام 1980؛ تجربةٌ وثّقها في كتابه "يوميات قلعة المنفى: رسائل السجن 1972 - 1980"، الذي صدر بالفرنسية عام 2005، وصدرت العام الماضي طبعةٌ جديدة منه بترجمة علي تيزلكاد عن "دار الرافدين" التي بدأت أخيراً بنشر أعماله المترجَمة إلى العربية، وآخرها كتابُه "شاعر يمرّ" الذي صدر قبل أيام قليلة.

المساهمون