شيلبا غوبتا.. تاريخ شعراء دفعوا ثمن قصائدهم

24 أكتوبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تركّز الفنانة الهندية شيلبا غوبتا (1976) على كشف العلاقة بين السياسة والثقافة وتفكيك مفهوم الهوية متمثّلة بالنوع الاجتماعي والطبقة والاختلافات الثقافية، استناداً إلى الذاكرة الجمعية وكيفية استرجاعها من قبل الأفراد، حيث تستخدم في أعمالها ملصقات نحاسية أو طوابع أو أشياء مصادرة في المطارات.

وتتنوّع اشتغالاتها بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو والأداء، وتناولت ثيمات عديدة مثل التطلعات الدينية الجماعية للمجتمع، إلى جانب لحظة انفصال الهند وباكستان عام 1947 عبر استعادة خطابات الزعيمين محمد علي جناح وجواهر آل نهرو، والتشكيك في قراراتهما التي تسبّبت بصراع مستمر بين البلدين حتى اليوم.

حتى السادس من شباط/ فبراير المقبل، يتواصل في "مركز باربيكان" بلندن معرضها الجديد تحت عنوان "شمس في الليل" والذي افتتح في السابع من الشهر الجاري، ويضيء هشاشة حق المرء في التعبير بإثارة أسئلة ملحة حول الرقابة والاعتقال والمقاومة.

(من المعرض)
(من المعرض)

يضمّ المعرض تركيباً يتألف من مئة ميكروفون معلق فوق مئة مسمار معدني، يخترق كل منها صفحة منقوشة بمقطع شعري لشاعر سُجن بسبب أعماله أو كتاباته أو معتقداته بلغات متعددّة، وتم اختيار المقاطع من قصائد تنتمي لفترة زمنية طويلة تمتدّ منذ القرن الثامن إلى القرن الحادي والعشرين، في محاولة للفت الانتباه إلى قصص وتجارب متنوعة في التاريخ الإنسان لأناس جرى إسكاتهم.

من بين اختيارات غوبتا هناك قصيدة كتبها الشاعر الصيني ليو شياوبو لزوجته ليو شيا التي وُضعت تحت الإقامة الجبرية بسبب معارضة نظام بلادها، يقول فيها: "لن أتخلى أبدًا عن النضال من أجل التحرر من سجن المضطهِدين، ولكن أرغب أن أكون سجينك مدى الحياة".

كما توثّق كلمات الشاعرة الروسية إيرينا راتوشينسكايا التي حُكمت فيها بالسجن عام 1983 بسبب قصائد تعارض فيها سياسات الاتحاد السوفييتي آنذاك، حيث كتبت: "سأضغط بيدي المرتعشة على الحفرة التي كانت في قلبي.."، وغيرها من النصوص التي سجّلتها أثناء سجنها في معسكر للاعتقال.

يتكامل العمل الذي نفّذته غوبتا من خلال مشهد صوتي يبدأ بصمت مطبق وسط ظلام يماثل عتمة السجن قبل أن تشعل مجموعة من المصابيح المعلقة وينبعث ضوءها الخافت، ثم تسمع هذه القصائد وتردّدها مرة أخرى جوقة جماعية كأنها تذكّر بحق هؤلاء في التعبير وقول كلمة لا.

تحتفي الفنانة الهندية بهؤلاء الكتّاب على طريقتها، مستذكرة من مات منهم تحت الاعتقال والتعذيب، ومن قضى أجمل سنوات عمره في السجون، وخرج بعد ذلك مسكوناً بذاكرة الاعتقال. هم جميعاً كتبوا ليثبتوا وجودهم، وليقاوموا تلك الإرادة الشريرة التي سعت لإخراس صوتهم.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون