شرق إيتيل عدنان

16 نوفمبر 2021
عمل بلا عنوان لـ إيتيل عدنان، زيت على قماش، 2010
+ الخط -

طالما اعتبرت إيتيل عدنان نفسها شاعرة عربية رغم كتابتها بالفرنسية والإنكليزية، ليس لأنّ في تجربتها امتدادًا لتقاليد الشعر العربي، فهي تبدو منقطعة الصلة بها إلى حد بعيد؛ وإنما لانتمائها إلى مشروع سياسي تحرّري عمره من عمرها تقريباً.

هي شاعرة عربية بالمعنى السياسيّ الجذريّ للكلمة: الاكتراث بالإنسان والأرض ومقاومة الظلم والمنظومات الاستعمارية. ولهذا حظيت باحترام النخبة التحرّرية في العالم العربي رغم خياراتها الفنية التي تبدو صعبة ومتطرفة في مرآة الثقافة العربية. وبالتالي لم تجعلها جميع اغتراباتها اللغوية والمكانية شاعرةً غريبةً بالمعنى السلبي للكلمة، ولم تكن بالتالي مُستغربة ولا مُستشرقة في ثقافتها الأم.

لا أحد مثلها يَختصر هُويات الشرق العربي؛ والدها سوري دمشقي عثماني الثقافة، والدتها يونانية إزميرية، مسقط رأسها بيروت، مسلمة ومسيحية وعلمانية، شرقيةٌ تعتز بجميع مكوّناتها وغربيةٌ بلا عُقد وأمراض.

عاصرت وصادقت أجيالاً من الكتّاب والفنانين العرب، وفي هُويتها الشخصية التقتْ هُوياتُ المنطقة ضمن رؤية حضارية متصلة بخيوط خفيّة مع العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية. إنسانة استثنائية وفنانة وشاعرة بالغة الخصوصية، عملها الجدليّ المخالف للإجماع باتَ يَحصد إجماعات عديدة.

تجربة تبقى مفتوحة وقوسُها لا يُغلق برحيل صاحبتها. شموس إيتيل الصغيرة ستعيش طويلاً، وستظلّ تضيء.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون