يوقّع الزميل والروائي السوري سومر شحادة (1989)، عند الرابعة من مساء غد الثلاثاء، في مكتبة "دار الرافدين" ببيروت، روايته "منازل الأمس"؛ التي صدرت مطلع هذا العام، عن "دار الكرمة" المصرية.
بعد روايتين قاربتا أحوال سوريّة خلال العقد الماضي، يعود شحادة من جديد في "منازل الأمس" ليتناول مأساة هذا البلد، حيث يُسرج لنا في سرديته قصة تدور أحداثُها بين اللاذقية ودبي، وتعرض مصير البشر وفقاً لمصير بلدانهم، في تداخُلٍ بين الشخصي والعامّ، وبين السياسي والاجتماعي.
وبأُسلوبٍ سرديٍّ ثَريٍّ، يروي صاحب "حقول الذُّرة"، حكايةً مُعاصرة جُذورها في الماضي، وقعت في ريف اللاذقية إبّان محاولة انقلاب شقيق الرئيس، حيث يستفيد الكاتب من الأحداث السياسية والاجتماعية لتلك الفترة، ليمثّل عبرها الواقع السوري، في بُعده السياسي، مُظهِراً بذلك تدخُّلات السلطة في حيوات الناس وانسداد آفاق التغيير.
ومن أجل ذلك يأخذ شحادة نموذج عائلة سورية، يبدأ الشقاق بين زوجيها مع انتقالهما إلى الإمارات، ويستمرّ طوال حياتهما معاً قرابة عشرين عاماً. الرواية، ضمن هذا المعنى، تتحدّث عن شخصيات لا تستطيع أن تُغادر مكانها، وليس بمقدورها البقاء رغم ذلك. إنّها شخصياتٌ حائرةٌ بين أوطان الماضي وبين العالَم الجديد.
يُذكَر أنَّ سومر شحادة هو روائي وصحافي سوري وُلد في اللاذقية عام 1989. ويُعدّ من أبرز الأصوات الروائية السورية والعربية الجديدة، كما يكتب مقالات نقدية في الصحافة الثقافية العربية. حازت روايته الأولى، "حقول الذرة"، على "جائزة الطيب صالح" عام 2016، وهي من الروايات التي قرأت الواقع بكلِّ تعقيداته وإحباطاته مع بدايات الربيع العربي. أما روايته الثانية "الهجران"، فقد حصلت عام 2021 على "جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية".