سليمان الكامل.. حوار بصري بقلب مفتوح

09 فبراير 2022
(من المعرض)
+ الخط -

في معارضه السابقة، تنوّعت المواضيع والقضايا التي قاربها سليمان الكامل لكنها كانت تتركّز في معظمها على تعرية كل أشكال التسلّط السياسي ونقد التهميش الاجتماعي من خلال تصويره لواقع العديد من الأحياء الفقيرة في المدن والبلدات التونسية، مثل قرى فراج وفرفار وتابوع وواد الدم وغيرها.

يستند الفنان التونسي في تجربته إلى معرفته بتقاليد القصّ والشعر الشعبي، حيث يمزج بين الكتابة والرسم من خلال نصوصه التي يؤلّفها كنوع من الاستعادة والتذكّر لطفولته وللحكايات التي استمع إليها في ريف بلاده، ثم يحاول أن يصنع عوالم بصرية موازية لها.

"قلب مفتوح"، عنوان معرضه الجديد الذي افتتح الجمعة الماضي في "معهد العالم العربي" بباريس ويتواصل حتى السادس من الشهر المقبل، في الوقت نفسه الذي تُعرض فيه أعمال أخرى له في كلّ من فضاء "لالا لاند" و"غاليري نوشين بيهلافان" في العاصمة الفرنسية.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

المعرض الذي يقام بإشراف القيم الفني رونان غروسيا، يطرح تساؤلات عديدة حول الحروب التي تفتك بالبشرية على مدار التاريخ، ويقدّمها من خلال مجموعة من الأعمال التي تجمع بين الرسم والكولاج نفّذها خلال الأعوام العشرة الماضية.

يشير الكامل في تصريحات صحافية سابقة، إلى أنه رغم محاولات الفلاسفة إماطة اللثام عن مفهوم الحب إلا أنه يبقى موضوعاً قابلاً لمزيد من الاكتشاف، وهو يسعى في معرضه إلى إعادة مقاربة الموضوع من خلال الفن، والحوار حوله استناداً إلى وجهات نظرة متعدّدة.

ويوضح أن نشأته في بلدة المازونة بالقرب من مدينة سيدي بوزيد، حيث حفظ العديد من الحكايات وامتلك أسلوباً خاصاً في إلقائها، ثم درس الفنون الجميلة، ليتسّرب السرد الشفهي إلى لوحته حيث بدأ بتصويره في مجموعة من المشاهد كانت بدايتها باستخدام الرصاص قبل أن ينتقل إلى ألوان الزيت والأكريليك.

كما ساهمت المرجعيات البصرية التونسية والشرقية في صياغة عمله الفني، حيث يظهر تأثير المنمنمات والفسيفساء في بنائه، كما يحضر العنصر البشري من خلال شخصياته التي تظهر في معظم لوحاته في حالات متنوعة، واقفة أو جالسة أو تراقب من حولها، وسط الطبيعة التي ترسم بألوان حارة عادة وأسلوب غنائي.
 

المساهمون