يتكئ المخرج المسرحي المصري سعيد سليمان في عمله "طقوس العودة" على الموّال الشعبي "حسن ونعيمة" الذي كان يُغنّى قديماً على الربابة، ويروي قصّة عاشقَين من الصعيد يرفض أهل الفتاة تزويجها لحبيبها لأسباب عديدة تختلف حولها المرويات في التراث، وينتهي الأمر بقتلهم حسن وإلقاء جثّته في نهر النيل.
العمل، الذي أنتجته "فرقة مسرح الغد"، يُعاد عرضه عند السادسة من مساء كلّ يوم، ما عدا الثلاثاء، منذ ثاني أيام عيد الفطر على خشبة "مسرح الطليعة" في القاهرة، وقد كتب أشعاه مسعود شومان وأعدّ له الموسيقى والألحان المطرب أحمد الحجار، ويشارك في التمثيل كلّ من نجلاء يونس، وماهر محمود، ونفّذت الديكور نورهان سمير، إلى جانب المخرجيْن المنفّذين عليا عبد الخالق ووليد الزرقاني.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول المخرج: "هناك تغيير في مفهوم أغاني حسن في المسرحية حيث أن نعيمة تعلّمت من أغاني حسن وكلماته معنى أن تكون إنسانة، والجديد أيضاً هو محاولة نعيمة عودة حسن وكلماته من خلال عمل طقوس العودة المستوحاة من طقوس إيزيس في الحضارة المصرية القديمة".
تقدّم المسرحية مفهوماً خاصاً بـ "أوبرا شعبية"؛ في عرض مسرحي موسيقي غنائي متكامل
ويشير إلى أنه استلهم "صندوق الدنيا" من التراث الشعبي، وهو صندوق خشبي، لونه أسود، ومرسوم عليه رسومات شخصيات كرتونية وزخارف خشبية، وكان يتمّ من خلاله تشغيل تسجيلات موسيقية مسجّلة على شريط من الورق، موضحّاً أنه "يشكّل كل الديكور من منزل أو مركب أو سطوح، بينما أتت الموسيقى والغناء جزءاً أساسياً في العمل، فهو عرض موسيقي غنائي في المقام الأول".
يضيف سليمان: "أقدم المسرح الموسيقي منذ بداياتي المسرحية، وقدمت مفهوماً عربياً خاصاً لـ"الأوبرا الشعبية"؛ أي مسرحية موسيقية متكاملة، والموسيقى في مسرحي حيّة وليست مسجّلة، وهي تعتمد على الإمكانات الخيالية المبتكرة وليست التكاليف الإنتاجية الباهظة".
وقامت الفكرة الرئيسية للعمل على جمع المواويل التي جرى غناؤها لقصة "حسن ونعيمة"، وانطلاقاً من ذلك تمّ تقديم حالة متنوعة من الحكي الشعبي ومسرح العرائس، وتظهر شخصية نعيمة طوال الوقت قوية متمردة تحتاج إلى حسن في حياتها، ولديها القدرة على إرجاعه مرة أخرى من خلال طقوس العودة، وتعلمت من أغنياته التي لم تنسَها، فهى تحيا بكلماته وتتبناها وتمد خيوطه بعد غيابه وتقدمها للناس من خلال كلماته.