تضمُّ ولاية أدرار، جنوب الجزائر، واحدةً من أكبر خزائن المخطوطات في البلاد؛ إذ تحتوي قرابة 51 خزانةً تتوزّع على أقاليمها التاريخية الثلاث (قورارة، وتوات، وتيديكلت)، عمرُ أحدثها قرابةُ قرنٍ؛ مثل خزانة "زاوية سيدي محمد بلكبير"، بينما يعود أقدمُها إلى القرن السابع الهجري؛ مثل "خزانة عقباوي" في منطقة أقبلي.
بناءً على ذلك، اختيرت الولايةُ لاحتضان مقرّ "المركز الوطني للمخطوطات"؛ وهو مؤسَّسة عمومية تابعةٌ لوزارة الثقافة أُنشئت عام 2006، بهدف حفظ المخطوطات، وجردها وتصنيفها، وفهرستها، وتحقيقها.
في "مركز الفنون" بـ"قصر ريّاس البحر" في الجزائر العاصمة، انطلقَ، أمس الثلاثاء، معرضٌ فوتوغرافي للمصوّر والباحث المختصّ في ترميم المخطوطات، سعيد بوطرفة (1953)، تحت عنوان "الفعل والقلم".
يضمُّ المعرض، الذي يستمرُّ حتى الثامن عشر من أيار/ مايو المقبل، قرابةَ ثلاثين صورةً فوتوغرافية التقطها بوطرفة، وأضاء مِن خلالها على عددٍ من خزائن المخطوطات القديمة في عدّة مناطق من أدرار؛ مثل تمنطيط ولمطرفة وقورارة.
تقرّب الصُّوَر المعروضةُ زائرَ المعرض مِن أماكن حفظ المخطوطات، وتُقدّم إضاءةً على عالمها. ومن الصُّوَر الأُخرى التي يتضمّنها المعرض واحدةٌ تُبرز كليشيهات لنسخة مزخرفة من القرآن، وأُخرى لورشة ترميم، وثالثة لأوراق خاصة بالمخطوطات، ورابعةٌ لناسخ يكتب بالحبر والقصب نصّاً قرآنياً على الورق.
ومن خلال هذه الصُّوَر، يُضيء مؤلّف كتاب "مخطوطات توات" (2005) على الظروف السيئة لحفظ المخطوطات القديمة في خزانات أدرار، والتي يصفها بأنّها "مستودع لذاكرة جماعية وطنية بالغة الأهمية".