زيارة موقع: مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية

18 يونيو 2022
من خلفية الموقع
+ الخط -

ليس مفاجئاً أن "يصل" المرء إلى موقع "مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية" قادماً من "فيسبوك". ذلك أن حساب المؤسّسة على موقع التواصل الاجتماعي، أو مجموعتها (المفتوحة) فيه، بالأحرى، تضمّ أكثر من 13 ألف مشترك، وهي غنيّة، إلى حدّ ما، بالمشاركات التي تستعيد، في الأغلب، أسماء وتجارب موسيقية قديمة، بعضُها لم يسمع به عامّةُ الناس من قبل.

لا يختلف موقع المؤسّسة (www.amar-foundation.org)، في غناه، عن مجموعتها في "فيسبوك". على العكس، نحن هنا أمام محتوى ثري ومرتّب في الآن نفسه ــ وهو ما لا تتيحه، بالتأكيد، مواقع التواصل التي تصطفّ فيها التدوينات والمشاركات في تتابع زمنيّ لا يميّز بين قطعة موسيقية وبين جُمَل تعريفية بفنانة أو فنان ما.

أوّلُ ما يلاحظه زائر الموقع هو "مُعاصَرَته". فرغم موضوعه "الكلاسيكي" نوعاً ما ــ حيث تنشغل المؤسّسة، اللبنانية، "بحفظ الموسيقى العربية القديمة ونشرها"، بحسب تعريفها لنفسها في خانة "عن المؤسّسة" أعلى الموقع ــ، نجد أنفسنا أمام خلفية زاهية، أقرب إلى "البوب آرت" في طزاجتها وبساطتها، وهي بساطةٌ تُشاركها فيها زوايا الموقع وخاناته الستّ (إذا ما استثنينا "عن المؤسّسة" و"الاتصال بنا"). 

بعض الاختلاف في تحديث الموقع بين نسخته العربية وتلك الإنكليزية

الحديث هنا عن خاناتٍ من تلك التي لم نعتَدْ عليها في أغلب المواقع الثقافية والفنية العربية، ولا سيّما "الجدول الزمني"، الذي نجد أنفسنا، عند الضغط عليه، أمام شريط من السنوات يمكن لنا تقديمه أو تأخيره لنقرأ تعريفاً ــ عند عام 1801 ــ بساكنة بك، "أول مطربة ظهرت في مصر في عهد عبّاس الأول"، أو أن نعود به إلى عام 1885 الذي صادف ميلاد سامي الشوّا. لكنّ المشكلة التي قد يواجهها الزائر، هنا، تتمثّل في أنه عند ضغطه على "اقرأ المزيد"، للاطلاع أكثر على ما يقوله الموقع حول عازف الكمان الشهير، فإنه سيذهب إلى صفحة فارغة، إلّا من صورة للشوّا...

ومن الزوايا التي يمتاز بها الموقع، أيضاً، تلك التي تحمل اسم "الإذاعة" ــ وإنْ كانت قليلة التحديث في الآونة الأخيرة ــ والتي تبثّ المؤسّسة عليها حلقاتٍ مسجّلة مستقاة من أرشيفها، تتناول فيها رموزاً موسيقية عربية، مثل زكريا أحمد.
ويمكن للزائر أن يطّلع، في خانة "إصدارات"، على الأقراص (الجميلة تصميماً ومضموناً) التي أصدرتها المؤسّسة في السنوات الماضية، في حين تُتيح له زاوية "وثائق" الاطّلاع على عدد المقالات، القليلة للأسف، والتي قد تكون نصوصاً تنشرها المؤسّسة، أو إعادة نشر لمقالاتٍ ونصوص قديمة أو منشورة في أماكن أُخرى.

كما يمكن لنا أن نلاحظ بعض الاختلاف في تحديث الموقع بين نسخته العربية وتلك الإنكليزية ــ التي تقودنا إليها محرّكات البحث قبل النسخة العربية ــ حيث تعود آخر المنشورات العربية، في قسم "أحداث" على سبيل المثال (وهو قسمٌ خاصّ بأخبار المؤسّسة واجتماعاتها ومشاركاتها في معارض)، إلى عام 2014، في حين نقرأ، في النسخة الإنكليزية من هذه الصفحة، خبرين بين 2018 و2020، آخرهما عن مشاركة المؤسّسة في معرض "الشرق الصوتيّ" الذي عُقد في متحف "موسم" بمرسيليا، جنوب فرنسا، بين تمّوز/ يوليو 2020 وكانون الثاني/ يناير 2021.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون