زيارة موقع: بتول الخضيري

07 نوفمبر 2020
بتول الخضيري في باريس، 2006 (Getty)
+ الخط -

تلقي هذه الزاوية الضوء على موقع إلكتروني لمبدع عربي، في محاولة لقراءة انشغالاته عبر فضاء استحدثته التكنولوجيا وبات أشبه ببطاقة هوية.


قليلةٌ هي المواقع الإلكترونية التي ينشئها الكتّاب العرب، وتعكس مضامين انشغالاتهم وتحيط بمجمل تجربتهم الإبداعية أو الفكرية؛ حيث صُمّم العديد منها على عجل دون التفات لهويتها البصرية والجمالية، ولم تخضع للتحديث سواء على صعيد المحتوى أو الشكل.

يبدو موقع الروائية العراقية بتول الخضيري www.betoolkhedairi.com مختلفاً من زاوية أنه لم يحدّث، كونها أصدرت روايتيْن هما "كم بدت السماء قريبة" (1999)، و"غايب" (2004)، ورغم أنهما نالتا استحساناً نقدياً وتُرجمتا إلى عدّة لغات، إلا أن صاحبتهما توقّفت عن الكتابة حتى اليوم، باستثناء نشر مقالاتها في الصحافة الثقافية.

اختارت الكاتبة (1965) تبويباً بسيطاً، حيث الصفحة الرئيسية تنفتح على صورتها الشخصية مع مقاطع زخرفية وفنية، لتتوزّع أيقوناتها على أربعة أقسام، في الأول سيرتها الذاتية باللغتين العربية والإنكليزية تغطّي تحصيلها العلمي وإصداراتها ومشاركاتها في التظاهرات والمؤتمرات، ومساهمتها في تحرير مسلسل تلفزيوني بعنوان "عائلة أميركية" يتناول الحرب على العراق عام 2003، ومشاركة المخرج العراقي طارق هاشم كتابة سيناريو فيلم مقتبس عن روايتها "كم بدت السماء قريبة".

اختارت الكاتبة تبويباً بسيطاً يضيء على عمليها وما كُتب عنهما

تلفت الخضيري، في حديثها إلى "العربي الجديد"، إلى أنها "تضع أفكار مسودّة رواية ثالثة قد تبصر النور قريباً، ما يستلزم ضرورة تطوير موقعها الإلكتروني بعد طول غياب"، موضّحة أنه لا يزال حتى اليوم معبّراً عن تجربتها التي تأمل استكمالها قريباً بعد صمت دام أكثر من خمسة عشر عاماً.

في قسم "المنشورات"، تبرز أغلفة كتابيها وترجماتهما إلى الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والهولندية، مع نبذة حول رواية "غايب" تشير إلى أنها كوميديا سوداء، تزخر بمقارنات بين زمن الخير في عراق السبعينيات، والزمن المُتعب في عراق الحصار والحروب، إلى جانب مقولتين حول رواية "كم بدت السماء قريبة"، إحداهما للمفكّر فهمي جدعان يقول فيها: "عملٌ آسر يعلن عن ولادة روائيّة غير عاديّة... الرواية الشخصيّة لكلّ منّا في ذاته، وروايتنا الجمعية مع أنفسنا ومع الآخرين، ومع الأغيار"، والثانية للناقدة والروائية ليلى نعيم تدوّن فيها: "الرواية تأخذنا إلى... أعمق نقاط الجرح في حياتنا، حيث فجيعة الموت، إهانة المرض، عبثيّة الحرب، دون أن تحجب عنّا عينُها الصافية جماليّات الحياة وإنسانها".

"في الصحافة"، قسمٌ يتضمّن عدّة مقالات ودراسات نقدية حول العملين لعدد من الكتّاب؛ من بينهم: تركي علي الربيعو، وفاطمة المحسن، ومحمود أمين العالم، وإنعام كجه جي، وطراد الكبيسي، وجورج جحا، ومعاذ الألوسي، ويوسف ضمرة، وجميلة عمايرة، إلى جانب المقابلات التي أجراها معها كلّ من حسام أبو إصبع، وعلي عبد الأمير، وشيرين حيدر، وهدى السرحان، وشيماء الباشا. وفي القسم الأخير، تظهر صور الخضيري أثناء قراءاتها لمقاطع من روايتيها، وفي مؤتمرات شاركت فيها، وحفلات توقيع الكتب التي أقامتها في عمّان وبيروت وباريس والقاهرة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون