يُذكَر اسم ريتشيل كارسون كواحدة من أبرز دعاة حماية البيئة في القرن العشرين؛ إذ كان لجهودها ومؤلّفاتها تأثيرٌ بارز على الأجيال الجديدة من المفكرّين وعلماء البيئة والأحياء؛ خصوصاً بكتابها "الربيع الصامت" الذي أحدَث، عند صدوره في أيلول / سبتمبر عام 1962، ثورةً في الحركة الحديثة للحفاظ على البيئة وحمايتها في الولايات المتّحدة وبلدان أُخرى.
في هذا العمل، قدّمت عالمة الأحياء والكاتبة العلمية الأميركية (1907 - 1964) وصفاً دقيقاً لآثار مبيدات الآفات (Pesticides) على البيئة، مُحذّرة من تسبُّبها في قتل الطيور والأسماك وتلويث مصادر الغذاء. ورغم أنّ كارسُن لم تكن أوّل من أثار مخاوف حول هذه المواد الكيميائية، إلّا أنّ الكتاب، الذي ستصنّفه "الجمعية الكيميائية الأميركية" في 2012 بوصفه "علامة تاريخية"، نجح في حشد جمهور واسع ضدّ المبيدات وأسهم في سنّ قوانين تقيّد استخدامها عبر العالَم.
والكتاب هو رابعُ وآخر مؤلّفات كارسُن التي ستُغادر عالمنا إثر نوبة قلبية، بعد إصابتها بسرطان الثدي وبفيروس في الجهاز التنفّسي؛ إذ سبقته ثلاثة كُتب أُخرى اهتمّت فيها بالحياة في البحار والسواحل؛ وهي: "تحت رياح البحر" (1941)، و"البحر من حولنا" (1951)، و"حافة البحر" (1955).
هذه التجربة تستعيدها جلسةٌ نقاشية بعنوان "فلنتَذكَّر ريتشيل كارسُن"، تنظّمها "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة، ابتداءً من الخامسة من مساء اليوم السبت، بمشاركة كلّ من كاتبة سيرتها ليندا لير وسيّد محمد؛ مدير "المعرفة والسياسات والاستراتيجية" في "حركة الشباب العربي للمناخ". تُعقَد الجلسة بمناسبة مرور 117 عاماً على ميلاد كارسُن، وفيها يتحدّث المُحاضران عن كيفية تأثير جهودها على توجُّهات حماية البيئة في العالم.