روضة غنايم.. حيفا عبر ذاكرتها الشفوية

16 يونيو 2023
جانب من حيفا المحتلة وشاطئها عام 1940 (Getty)
+ الخط -

"حيفا في الذاكرة الشفوية: أحياء وبيوت وناس"، عنوان كتاب الباحثة روضة غنايم، الذي أُشهِر خلال ندوة عُقدت أول أمس الأربعاء، في "مسرح سرد" بحيفا المحتلّة، حيث تخلّل الأمسية حوارٌ مع المؤلّفة، قدّمه الكاتب إياد البرغوثي، ومداخلة من الباحث أحمد عزم، عبر منصة "زووم".

ويتتبّع الكتاب، الصادر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين"، تاريخ خمسة أحياء في المدينة الفلسطينية، وذلك من خلال روايات ذاتيّة لأفراد سكنوها، ويسردون تاريخ عائلاتهم، وتفاصيل حياتهم اليومية؛ إذ تَجمع هذه المرويات سِير الناس بسيرة المدينة وفلسطين عامة، إضافةً إلى صُور من ألبوماتهم الشخصية تتعقّب تاريخ المدينة، وتمثّل انعكاساً للتطوّرات التي طرأت عليها، وما شهدته من أحداث منذ نهاية الفترة العثمانية إلى أيامنا الحاضرة.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قالت المؤلِّفة: "يتطرّق الكتاب إلى خمسة أحياء في حيفا، وهي: العتيقة، وحي عباس، ووادي الصليب، ووادي النسناس، وحي الألمانية، وهو حي غير عربي. والفكرة منه، هي كتابة تاريخ المدينة الفلسطينية من زاوية مختلفة، بالاعتماد على السردية الذاتية التي نخرج منها إلى التاريخ الأكبر هو تاريخ فلسطين. وقد استغرق العمل على المؤلَّف مدّة عشر سنوات".

من جهته، قال الباحث أحمد عزم: "يُقسم الكتاب الى أربعة عناوين رئيسية: المنهجية، وقراءة عبر الفصول، والأهمية، وماذا بعد". وتابع: "يتناول العمل 44 سردية ضمن منهجية "مايكرو - هيستوري"، حيث يُدرَس التاريخ شفوياً، من خلال مقابلة عامة الناس، وليس بالتركيز على الأحداث السياسية والتاريخية الكبيرة فحسب، ورغم أنّ هذه المنهجية تقوم على التمعّن في الحالات الصغيرة، فإنّ المدى الزمني للكتاب يشمل مئة عام تقريباً".

ولفتَ، عند قراءتي الكتاب كنت أعودُ إلى الفصل الذي قبله كي أُقارن كيف هجّرت العصابات الصهيونية أهالي كلّ حيّ خلال نكبة عام 1948. كما أنّ كلّ قصة وجزئيّة عابرة للفصول مُمكن أن تشكّل مادّة لبحث، بل إنّ بعضها يستحقّ أن يتحوّل إلى عمل درامي مثل قصة علي القاضي". 

وأشار، أيضاً، إلى أنّ الكتاب يتضمّن 22 صورة جوية، بالإضافة إلى خرائط، وهذا بالغ الأهمية، حيث يتبين ما كانت عليه البلاد قبل الاستعمار الاستيطاني. وختم بأنّ المهمّة الجديدة تتمثّل بجمْع روايات أهل الشتات من الفلسطينيّين، وكيف شُرّدوا وطُردوا. وفي نهاية الأمسية عُرِض فيلم قصير مدّته 15 دقيقة، تناول بعض مَرويّات الكتاب. 

المساهمون