استمع إلى الملخص
- تضمنت المجلة ثماني دراسات محكمة تناولت الوضع الفلسطيني من زوايا مختلفة، بما في ذلك تأثير إيران والسلام المحتمل، وموضوعات مثل السياق التاريخي لظهور مدرسة علم اليهودية ودراسة حول حماس.
- أجرت المجلة حواراً مع الناشط مصطفى البرغوثي واختارت ناجي العلي شخصية العدد، مسلطة الضوء على دور الفن في النضال الفلسطيني، وتضمنت مقالات رأي، دراسات ثقافية، إبداعات، نقد أدبي، وترجمات تناولت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
في ملفّ مزودج صدر عن "ميسلون للثقافة والترجمة والنشر" العددان الثالث عشر والرابع عشر من مجلّة "رواق ميسلون"، والتي خُصّصت لرصد القضية الفلسطينية ومستجدّاتها بعد عملية "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي الغبادي على غزّة؛ كون هذه القضيّة ما زالت تشكّل عنصراً رئيساً في وعي النُّخب السياسية والثقافية وأدائها من جهة، ولأنَّها تشكِّل محور اهتمام الشعوب العربية بسبب الظّلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني من جهة ثانية، وبحُكم تأثيراتها في المنطقة ومستقبلها، وارتباطاتها وتداخلاتها مع الصراعات الأُخرى في الإقليم والعالَم من جهة ثالثة.
كتب افتتاحية العدد، الباحث والمُترجم حازم نهار، رئيس هيئة التحرير، وجاءت بعنوان "اجتياف إسرائيل عربيّاً"، أكَّد فيها أنَّه "ليست ثمَّة قضيَّة تشغل حيزاً واسعاً في الخطاب السياسي العربي كالقضيَّة الفلسطينيَّة، نظراً إلى امتدادها الزمنيِّ الطويل وتداخلاتها وارتباطاتها وتأثيراتها، ولأنَّها واحدة من أعقد القضايا في العالَم". وأشار إلى أنَّه "ليس هناك ما هو أصعب من الكتابة السياسيَّة في لحظة يتعرَّض فيها البشر للقصف الوحشيِّ والقتل والتشريد وافتقاد الغذاء والدواء والأمن، إذ تُصبح مشاعر الجميع تجاه الكلمات والأفكار أكثر حساسيَّة، ويُصبح الجميع طامحين إلى حلولٍ سريعةٍ ومباشرةٍ للظلم الواقع عليهم، وهذا طبيعيٌّ ومفهومٌ ومقدَّرٌ".
تضمّن ملفّ العدد ثماني دراسات تناولت وقائع الراهن الفلسطيني من جوانب مختلفة
وتضمَّن ملفّ العدد "فلسطين: وعي القضيّة" ثماني دراسات مُحكّمة. كتب الأُولى الباحث أنور جمعاوي، وهي بعنوان "العُدوان الإسرائيلي على غزّة بعد 7 أكتوبر2023: قراءة في الخلفيّات والتداعيات"، درَس فيها الخلفيّات التي وجّهت الحرب الإسرائيلية الشاملة الشعواء على غزّة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر2023. في حين كتب الباحث حاتم الجوهري، من مصر، دراسة بعنوان "حرب غزّة وصراع الروايات: جغرافيا واحدة ورؤى ثقافية متدافعة"، تناولت العدوان على غزّة والتبعات والمسارات التي فجّرتها عملية "طوفان الأقصى" العسكرية.
أما باقي الدراسات فجاءت على الشكل التالي: "إيران والقضية الفلسطينية: بين العقيدة والمنفعة" لمصطفى أحمد البكور، و"هل السلام ممكن في ظلّ تعزيز الوعي بالمآسي التاريخية؟" لأيوب أبو ديّة، و"السياق التاريخي والأيديولوجي لظهور مدرسة علم اليهودية" لحسن الخطيب، و"محاولة في دراسة حماس: الفكر والممارسة" للزهراء سهيل الطشم، و"المرجعيات الأيديولوجية لمشروعات السلام في فلسطين: قراءة نقدية في خطاب حنة أرندت السياسي" لحمدي عبد الحميد الشريف، و"العنف الإسرائيلي المتأصل وسياسات الإماتة" لعمر كوش.
وفي باب "مقاربات حول ملفّ العدد"، فكتب كلٌّ من الباحثين منير شحود وشوكت غرزالدين، الأول حول "القضية الفلسطينية بين حقّ المقاومة وحق الحياة"،والثاني عن "اختلاف وعي القضية الفلسطينية؛ انتفاضة السويداء نموذجًا"، أظهر فيها أنَّ "حراك السويداء أبدى تماسكاً في تضامنه مع القضيّة الفلسطينية، وعبّر أيضاً عن رفضه لممارسات وخطابات السُّلط الثلاث (السورية والإيرانية والإسرائيلية) تجاه الشعبين: السوري والفلسطيني. وجسّد هذا في "ساحة الكرامة".
وتضمّن باب "مقالات الرأي" أربع مقالات، هي: "فلسطين: أنساقُ الصّراع نحوَ الحريّة" لسالم عوض الترابين، "بعد السابع من أكتوبر وحرب غزة؛ نقاش في القضية الفلسطينية من منظور مغاير" لسائد شاهين، و"إسرائيليون ضدّ سياسة إسرائيل" لمصطفى هيثم سعد، و"مظاهر الديني في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني" لطالب إبراهيم.
أجرت المجلّة حواراً مع الناشط مصطفى البرغوثي، كما اختارت ناجي العلي شخصية العدد
كذلك أجرت "رواق ميسلون" حواراً مع الباحث والناشط السياسي مصطفى البرغوثي، حول المقاومة وغزّة والسياسة الإسرائيلية وآفاق المستقبل. يُشار إلى أنّ البرغوثي سبق أن ترشَّح لمنصب رئيس السُّلطة الوطنية الفلسطينية، وعُيِّن عام 2007 وزيراً للإعلام في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بقيادة إسماعيل هنية، والتي أقالها محمود عباس في حزيران/ يونيو من العام نفسه بعد أن تعرّضت للحصار من "إسرائيل" وعدد من الدول المؤيّدة لها.
كما اختارت هيئة التحرير رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي ليكون شخصية هذا العدد، وهو من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على ريادة التغيير السياسي باستخدام فنّ الكاريكاتير، وله أربعون ألف رسم كاريكاتوري. كتبت في هذا الباب يارا إسعاف وهبي مقالة بعنوان "ناجي العلي.. حنظلة أدِر وجهك"، وكتبت الحسناء عدره مقالة بعنوان "ناجي العلي.. رسومُه التي تنمو بعد وفاته كنَبَات الحنظل"، وكتبت لميس أبو عساف مقالة بعنوان "ناجي العلي.. أيقونة خالدة".
وفي باب "الدراسات الثقافية"، نُشرت في هذا العدد دراستان. كتب الأولى الباحث حسام الدين درويش، بعنوان "نموذج الأصولية (الدينية): مقاربةٌ مفاهيميةٌ وبنائيةٌ ونقديةٌ"، حاول فيها الإجابة عن عددٍ من الأسئلة المهمّة؛ ما الأصولية (الدينية)؟ وما سماتها؟ وما النقد الذي يُمكن وينبغي توجيهه لها؟ بالانطلاق من افتراض أنَّ مفهوم الأصولية (الدينية) ينتمي إلى فئة "المفاهيم المتنازع عليها بالضرورة". كما كتب الباحث محمود الوهب الدراسة الثانية بعنوان "حول الدين والدولة وسورية المستقبل"، سعى فيها لإنارة العلاقة بين الدين والدولة العربية الإسلامية عبر تاريخها، محاولًا الإجابة عن أسئلة إشكالية تتعلق بالدولة عمومًا، وبالدولة الدينية خصوصًا.
وفي باب "إبداعات ونقد أدبي" تضمّن مساهمات شعرية وقصصية لكّل من: راما بدره، والراحل غسَّان الجباعي وعمَّار الأمير، وباسم سليمان ومنذر بدر حلّوم. كما تضمّن "باب ترجمات" مقالتين: الأولى بعنوان "ما الذي يفسِّر الهوس بإسرائيل؟ ليست مجرّد بلد" كتبها بارت واليت، وترجمها حسن الخطيب، والثانية حول "الانْقِيَاد للموت؛ عن ممارسة الموت كسياسة وكقوّة إلهاميّة كاشفة" كتبها عمر لطيف مِسجر، وترجمها حمدي عبد الحميد الشريف.
وفي باب "مراجعات وعروض كتب"، قدّم محمد بوعيطة قراءة في كتاب "أوهام في العمل الفلسطيني" لمحسن محمد صالح، وعرضاً أعدّه قسم الأرشيف والمعلومات بـ"مركز الزيتونة" لكتاب "واقع اللّاجئين الفلسطينيّين في سورية 2011 - 2015"، وأخيراً، تضمّن باب "وثائق وتقارير"، تقريراً بعنوان "رصدٌ وتحليلٌ واستقراءٌ لمسارات قضيّة فلسطين؛ مركز الزيتونة يصدر ملخّص التقرير الاستراتيجي الفلسطيني في ضوء استمرار معركة طوفان الأقصى".