الكلمات التي زرعناها
في باحة البيت زرعنا كلمات صغيرة،
تمنينا أن تكبر، تكبر، تكبر...
اليوم نحن نكبر بلا كلمات،
لغة في كل مكان،
لكن كلماتنا لم تكبر كما كبرنا!
نخترع كلمات لنمشي فوقها،
نحلم بها في ابتسامة امرأة عابرة.
كل ليلة، نحضن لغة لا توجد،
ونبكي.
■ ■ ■
يدي بعيدة، وقريبة
لماذا السماء بعيدة
وقريبة،
لماذا يدي بعيدة
وقريبة،
كيف تهاجر الطيور وحيدة،
وكيف يطلع الحنين كدخان؟
أجلس في مقهى بسيط،
أفكر في الذكريات البسيطة،
وفي هذا الحنين الذي يهاجمني في الليل.
أفكّر كم هي يدي قريبة،
كم هي بعيدة.
أفكّر في السماء،
كم هي بعيدة،
كم هي قريبة.
■ ■ ■
أسعل، لا أزعج أحداً
أسعل بهدوء،
لكي لا أزعج الموتى.
أسعل، لأني أترك النوافذ مشرعة،
لأتلقى رسائل الله،
لأتلقى رسائل الوردة،
لأتلقى رسائل
السائرين نياماً.
أسعل بلباقة،
وأتذكر سعال عجوز
في محطة قطار،
بشاله الأزرق.
أسعل، لأن المطر
يطرق بلطف نوافذ البيت.
أسعل بهدوء،
لكي لا تفرّ اللغة،
لكي تكبر الوردة.
■ ■ ■
الأميرة التي أعليناها
لأنها أميرة،
لأنها الشجر الباسق في العلية.
أو لأنها فقط هي هي،
أو لأننا نضحك،
حين تمشي.
حين تضحك.
أو لأننا فقط نحن من خلقناها،
وأعليناها.
وربما حين ندخل الدخان لا نعود.
لكننا نضحك على كل حال،
لأنها الأميرة،
ولأننا نعلو،
حين ننظر إليها،
لأننا الدخان،
والضحكة.
■ ■ ■
أفكارنا المغطاة بالثلج
كان كل شيء مغطى بالثلج،
حتى أفكارنا.
أذكر الخوف، يوزع علينا القهوة،
ويربّت على الأكتاف، كأم حنون.
كان كل شيء مغطى بالثلج،
حتى أحلامنا
ونحن نصرخ:
يا خوف يا أمنا،
يا دودة القلق،
يا قنديلاً ينير العالم،
يا خوف، يا خوف،
يا أمنا المغطاة بالثلج.
كان كل شيء مغطى بالثلج،
و نحن نصرخ:
يا ثلج ، يا أمنا.
* شاعر ومترجم مغربي