رحيل مأمون زروق.. علامة في الذاكرة المسرحية السودانية

30 مايو 2021
(مأمون زروق)
+ الخط -

رحل، أمس السبت، المخرج المسرحي والباحث السوداني مأمون زروق (1946 – 2021) في مدينة أم درمان، بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً خلفه إرثاً متنوعاً بدأه بكتابة الشعر، إلى جانب تدريس الدراما، والعمل في المسرح السوداني لعقود طويلة.

أخرج الراحل آخر أعماله المسرحية تحت عنوان "سيزوي بانزي مات" عن نص للكاتب الجنوب أفريقي أثول فوغارد، يحمل العنوان ذاته، ويتناول العنصرية الاجتماعية والسياسية التي عانى منها المواطنون السود في جنوب أفريقيا، وعُرض ضمن عروض الدورة الأولى من "مهرجان مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي" عام 2015.

وأصدر زروق كتاب "ملامح وإضاءات.. القيم الفكرية والجمالية بين المسرح والتراث التقليدي الأفريقي"، الذي استعرض فيه تاريخ المسرح الأفريقي والمسرحية الأفريقية على المستوى النظري، وكشف الكثير من أبعاد المسرح الأفريقي وخصوصيته وموقعه في سياق المسرح العالم.

أصدر الراحل كتاب "ملامح وإضاءات.. القيم الفكرية والجمالية بين المسرح والتراث التقليدي الأفريقي"

يناقش الباب الأول الطقوس الأفريقية ورموزها ومناسباتها وأبعادها الفكرية والجمالية، متعرضاً بشيء من العمق للقناع الأفريقي والموسيقى والغناء والرقص والأزياء وما تحويه من دلالات وما تعبّر عنه من قضايا ولما تؤديه من دور في الحياة وفي المسرح. ويدرس الباب الثاني العناصر الطقسية والجمالية وحضورها العام في مسرح وولي سوينكا، مقدماً عدداً من المقاربات النقدية على سبيل التطبيق، ويتناول الباب الثالث مسرح المقاومة في جنوب أفريقيا، ومنه تجربة الكاتب والمخرج أثول فوغارد.

يوضّح الناقد السوداني السرّ السيد في تقديمه الكتاب أنه يعدّ إضافة نوعية إلى المكتبة السودانية، إذ يقدم مبحثاً لا تتعامل معه الكتابة النقدية والنظرية في السودان كثيراً، ويضيء على واقع المسرح الأفريقي في سياق اطلاع ومعرفة معمّقين على أبرز تياراته وتوجّهاته الفكرية والجمالية.

غادر زروق السودان بعد فصله من هيئة التدريس في "المعهد العالي للموسيقى والمسرح" لمواقفه المناهضة لانقلاب أيار/ مايو الذي قاده جعفر النميري وأنهى الديمقراطية في البلاد، وكان قبل ذلك أحد المنخرطين في الحياة الثقافية والفاعلين فيها، حيث انضمّ إلى "مدرسة الغابة والصحراء"، وهي الحركة الشعرية التي تأسست خلال ستينيات القرن الماضي، وتعدّ من أبرز تيارات الحداثة الثقافية والأدبية في السودان في القرن العشرين، حيث رأت في مفهوم التمازج العربي الذي رمزت إليه بالصحراء، والأفريقي ودلت عليه بالغابة ،كخطاب لمسألة الهوية السودانية.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون