رحيل شاكر مجيد سيفو.. جسرٌ شعري بين العربية والسريانية

12 يناير 2022
(شاكر مجيد سيفو)
+ الخط -

في مدينة بغديدا، أو قرة قوش، بمحافظة نينوى شمال العراق، التي أبصر فيها النور قبل سبعة وستّين عاماً، رحل اليوم الأربعاء الشاعرُ والناقد العراقي شاكر مجيد سيفو، تاركاً عدداً من الكتب النقدية والأعمال المسرحية والمجموعات الشعرية التي كتبها باللغتين العربية والسريانية.

وُلد الشاعر الراحل عام 1954، وقضى طفولته قريباً من جدّه الذي كان، مثلما روى في بعض حواراته الصحافية، حكواتياً ومغنّياً بارعاً، يقصُّ عليه في كلّ ليلة حكايات تراثية سيكون لها، لاحقاً، أثرٌ على تجربته الشعرية التي يبرز فيها توظيفه للرمز والأسطورة ونهْله من الموروث الرافديني بشكل عام، والسرياني بشكل خاصّ.

شكّلت الصحافةُ جزءاً أساسياً من تجربة شاكر مجيد سيفو؛ حيثُ عمل في عدّة وسائل إعلامية محلّية؛ مثل مجلّة "العائلة" التي تصدر باللغتين العربية والسريانية، ومجلّة "نجم بيث نهرين" التي تصدر بالعربية والسريانية أيضاً، ومجلّة "بانيبال" التي تصدر بالعربية والسريانية والكردية، وراديو وتلفزيون "آشور" في نينوى، واللذين عمل رئيساً للقسم الثقافي فيهما، قبل أن يتولّى إدارة الإذاعة بين 2005 و2007.

بدأ مجيد سيفو النشر مطلعَ السبعينيات؛ حيث نشر العديد من النصوص والمقالات الأدبية والثقافية في صحف ومجلّات عراقية؛ مثل "الجمهورية"، و"العراق"، و"الأديب"، و"الزمان"ـ وبهرا"، و"الحدباء"، و"الطليعة الأدبية"، و"أسفار"، و"دجلة"، و"الكاتب السرياني"، و"النهار" اللبنانية، و"الدستور" الأردنية، و"الأسبوع الأدبي" السورية، و"الحياة الثقافية" التونسية، و"الفصول الأربعة الليبية"، و"الشعراء" الفلسطينية، و"نزوة العُمانية".

وبعد عقدَين ونصف من الكتابة بالعربية، اتّجه الشاعر الراحل إلى الكتابة بالسريانية - لغته الأُمّ؛ وهي تجرُبةٌ يقول عنها، في حوارٍ صحافي سابق: "كان عليّ الذهاب بها إلى أقصى تخومها المستقبلية لكتابة الذات بلغة الأم"، مُضيفاً: "لا توجد تقاطُعات في تجربتي الشعرية العربية والسريانية، بل هناك تلاصُق وتلاحُم والتئام بينهما، فالمخيّلة تشتغل في منطقة الشعري الخالص الجوهري، واللغة العربية والسريانية من أرومة واحدة وأصل واحد".

من إصدارته الشعرية: "سأقف في هوائه النظيف" (1996)، و"قلائد أفروديت" (1997)، و"حمّى آنو" (2014)، و"على رأسي قنديلٌ أمشي" (2018). ومن كتبه النقدية: "جمر الكتابة الأُخرى"؛ وهو مجموعة دراسات في كتب شعرية وقصصية وأعمال تشكيلية لكتّاب وشعراء وفنّانين عراقيّين صدر عام 2005، و"أطياف سريانية" (2012)، إلى جانب دراساتٍ نُشرت في كتب مشتركة، خصّص بعضها لقراءة المشهد الأدبي السرياني المعاصر، والشعري منه خصوصاً.

كتب مجيد سيفو، أيضاً، العديد من النصوص المسرحية للكبار والأطفال، بعضُها قُدّم على الخشبة؛ من بينها بالعربية: "المطر والخاتم"، و"العائلة السعيدة"، و"المجنون"، و"أبداً تحيا الأشجار"؛ وبالسريانية: "شمس وظلام وسعير"، و"من يأتي بالقمر"، و"أنا.. أنت".

حاز الشاعر الراحل جوائز أدبية عدّة؛ من بينها الجائزة الأولى في القصّة القصيرة التي تمنحها "مجلّة الفكر المسيحي" (1976)، والجائزة الأولى في "مسابقة شمشا الأدبية" للشعر العربي والسرياني، والتي يمنحها موقع "عنكاوا" (2006)، و"درع الإبداع الشعري السرياني" من "المجلس الثقافي الآشوري السرياني الكلداني" في سيدني عام 2008.

المساهمون