رحيل حمّادي بن عثمان.. ذاكرة للموسيقى التونسية

17 فبراير 2021
(حمّادي بن عثمان، 1946 - 2021)
+ الخط -

يعدّ الملحّن التونسي حمّادي بن عثمان (1946 – 2021) الذي رحل أمس الثلاثاء، أحد أبرز الأصوات الموسيقية منذ ثمانينيات القرن الماضي عبر تأليفه العديد من الألحان والموسيقى التصويرية للأفلام والأعمال الدرامية، وإدرته مؤسسات وفرقا موسيقية تونسية.

وُلد الراحل في تونس العاصمة لوالد كان مولعاً بالموسيقى الشرقية، والموشحات والأدوار ويعزفها كهاوٍ على آلة العود، وكان يمتلك مقهى بباب الجديد حيث استمع هناك لأول مرة لأسطوانات تضمّ أعمال أم كلثوم وصالح عبد الحي وعبد الحي حلمي ومحمد عبد الوهاب وعلي الرياحي.

تعلّم بن عثمان الموسيقى على يد الملحن توفيق الذويوي، ثم في مدرسة ترشيح المعلمين حيث درّسه نور الدين العنابي قبل أن يلتحق بـ"المعهد الوطني للموسيقى" وينال درجة الدبلوم في الموسيقى العربية، حيث عمل بعدها مدرّساً للموسيقى والعزف على آلتي العود والرقّ، وشارك في وضع برمجة المرحلة الثانية (العليا) للتعليم الموسيقي بتونس، له عدة مقالات نقدية في الموسيقى ومقالات حول الموسيقى التراثية والمسرحية المعاصرة.

إلى جانب معرفته النظرية وممارسته التدريس لعدّة عقود، بدأ حياته مغنياً قبل أن ينصرف إلى التلحين وقدم العديد من الأعمال لأبرز المطربين التونسيين، ومنهم علية في عدد من الأغاني مثل "أرجوك لا ترحل"، وذكرى، وصابر الرباعي، ولطفي بوشناق، ونجاة عطية، وسنية مبارك، والشاذلي الحاجي، وأسماء بن أحمد، وسمية الحثروبي، وليليا وغيرهم.

بدأ منذ عام 1964 تقديم مقطوعات خاصة للمسرح التونسي حيث ألّف موسيقى لأكثر من أربعين عملاً مسرحياً كانت بعضها من إخراج توفيق الجبالي، إلى جانب تأليفه الموسيقى التصويرية للعديد من الاعمال الدرامية التلفزيونية، ومنها "الخطاب على الباب" التي نالت شهرة وانتشاراً واسعاً، و"باب الخوخة"، و"ماطوس"، و"أخوة وزمان"، و"عشقة وحكايات"، و"نساء في الذاكرة"، و"دعبل أخو دهبل"، وحوالي اثني عشر فيلماً سينمائياً مثل "السفراء"، و"عارضة الأزياء"، و"شيشخان"، و"عرب"، و"حبيبة مسيكة"، و"يا سلطان المدينة".

أدار بن عثمان كلّاً من "الفرقة الوطنية للموسيقى" و"الفرقة الوطنية للفنون الشعبية" منذ عام 1985 وحتى سنة 1990، كما أدار "المركز الوطني للموسيقى والفنون الشعبية" وأدار المعهد الوطني للموسيقى"، كما أشرف على مصلحة الموسيقى بالإذاعة التونسية،  انتخب رئيسا لـ "الجامعة التونسية للشبيبة الموسيقية عام 1983. 

ونال العديد من الجوائز منها: "جائزة أحسن موسيقى للأعمال الدرامية التلفزية" في "مهرجان للتمثيليات العربية" سنة 1983، و"الجائزة الوطنية في الآداب والفنون" في ميدان الموسيقى عام 2002، و"جائزة المجمع العربي للموسيقى" لسنة 2015، وله كتاب حول الطبوع في الموسيقى التونسية والمقامات في الموسيقى العربية بتطبيقات من ألحانه.

عاش بن عثمان في عزلة عن الساحة الفنية التونسية، في سنواته الأخيرة، ووّجّه العديد من الانتقادات لتكاثر المهرجانات الموسيقية في البلاد، حيث "اختلط الحابل بالنابل" من وجهة نظره، داعياً في مقابلاته الصحافية إلى ضرورة "مراجعة المقاييس لقبول ملفات الفنانين المطالبين بالعمل على مدار السنة وليس قبل شهر من المهرجانات".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون