"رحلة" 32.. عن التضامن سؤالاً وممارسة سياسية

10 يونيو 2024
تقمع السلطات والأنظمة أي محاولة من الناس للتلاقي حول فكرة التضامن
+ الخط -
اظهر الملخص
- في عددها الثاني والثلاثين، تستكشف مجلة "رحلة" مفهوم التضامن في ظل الإبادة الصهيونية الجماعية في غزة، مؤكدةً على أن التضامن، رغم صعوبته، يظل شعورًا إنسانيًا عامًا يمكن تشاركه.
- تناولت المقالات المختلفة في المجلة، بما في ذلك "افتحوا الأبواب... فالنزوات قادمة" و"تشريح التعاطُف"، أبعاد التضامن من منظورات متعددة، مشددةً على أهمية التعاطف والتضامن مع فلسطين كمحور لتغيير العالم.
- تبرز المجلة، من خلال مساهمات متنوعة وحوارات مع طلاب وعمال، كيف يمكن للتضامن أن يتجلى في مواقف مختلفة، معتبرةً أن التضامن يعكس رفضًا للإمبريالية ويدعم القضايا العادلة، مثل القضية الفلسطينية.

"أوجُه التضامُن وصُوره" عنوان العدد الثاني والثلاثين من مجلّة "رحلة" (حزيران/ يونيو 2024)، وفيه تقف مُساهَمات المُشاركين عند فكرة التضامن وما تعنيه بعد أن دخلت الإبادة الصهيونية الجماعية في غزّة شهرها التاسع. "صحيحٌ أن فكرة التضامن مسألة صعبة في عالمنا هذا. صعبة ولكنها ليست معقدة أبداً. فدافع التضامن ومساندة من يشعر بالألم أو الغبن هو، بالمبدأ، شعور يُمكن أن يتشاركه جميع البشر على حدّ سواء"، كما يكتب حرمون حمية في افتتاحيّته للعدد. 

ويتابع: "ولكنّ صعوبة التضامن ناتجة من أدوات وتكتيكات الأنظمة والسلطات والأجهزة الأيديولوجية الحديثة التي تقمع أي محاولة لـ تلاقي الناس حول فكرة، وذلك من خلال الإلهاء بالملذّات والفردانية، ونَشْرِ مشاعر الشكّ وعدم الثقة بين الناس، ثمّ تحييدهم وتشتيتهم عن بعضهم البعض ليغرقوا في 'مصائبهم' الفردية".

تضمّن العدد خمسة عشر مقالاً تناولت فكرة التضامن من زوايا عديدة

أمّا أريج أبو حرب فتتناول في مقالتها "افتحوا الأبواب... فالنزوات قادمة" بعضَ الطروحات التي تتضامن مع فلسطين: "لكي تُحرّر نفسها، لكي تُحرّرها فلسطين. أيّ أنها تعتبر تحرير فلسطين باباً يُفضي إلى تغيير وجه العالَم... وهو أمرٌ ضروري لا بدّ منه لإنهاء فكرة الإبادة من أساسها. تتسّم هذه الطروحات باندفاعها وحدّتها مثلما تولد الأفكار الجديدة في لحظة الدمار الشامل".

وتحت عنوان "تشريح التعاطُف" يلفت زكي محفوض إلى أنّ "التعاطُف سمة بشريّة فِطرية وأيضاً مهارة تُكتسَب، كما يقول أهل العلم والمعرفة. ومنه يُولد التضامن الضروري لنصرة قضايا الآخرين أو جماعات أو أفراد سواك"، ويُشير وليم العوطة في مقالته "أميركا: حربٌ على غزة وتضامنٌ معها" إلى أنّ أميركا "النابذة لتحرّر الشعوب واستقلالها لا تكتمل صورتها الاستعراضية (الإمبريالية) إلاّ بأميركا المُتضامنة... فالحرب على فييتنام لم تكن لتصبح أميركية حقًا لولا جموع الملايين من الأميركيّين الذين احتلّوا أوسع الساحات رفضاً لها".

الصورة
من تظاهرة في بيروت - القسم الثقافي
من تظاهرة أمام "السفارة المصرية" في بيروت تُطالب بفتح معبر رفح، 27 أيار/ مايو 2024 (Getty)

وعن "الديمقراطية الجوفاء والنفاق" تكتب إليان أميوني حول مشاهداتها لوقائع التظاهر في "جامعة تورنتو"، وكيف انضمّت جُموع العُمّال في الأول من أيار/ مايو إلى الطلاب فالجميع يرتدي الكوفية ويحمل أعلام فلسطين، كما تضمّن العدد الجديد من "رحلة" حواراً مع طلّاب "جامعة كال بولي" الأميركية، تحت عنوان "المشاهدة من بطن الوحش"، حيث أجابت عن الأسئلة مجموعة من الطلّاب كانت جزءاً من عملية الاحتلال الأُولى لقاعة "سيمنز"/ الانتفاضة.

الجدير بالذكر أنّ "رحلة" هي مجلّة ثقافية شهريّة، تصدر في بيروت، وتقدّم لجمهورها كتابات ومقالات وأبحاثا نقدية تتقاطع فيها الفلسفة والسياسة والفنون والثقافة وعِلم النفس، وإلى جانب المُساهمات المذكورة، شارك في العدد الجديد، الذي صمّم غلافه وصوره الداخلية فرانسوا الدويهي، كلٌّ من: يمان طعمة، ومهدي عواضة، وأحمد دقة، وميلاد الدويهي، ومارك لطفي، ونزار حسن، وربى أخضر مروة، وكريبسو ديالو، وأنس يونس، وراما برازي.
 

المساهمون