ذكرى ميلاد: أمارتيا سن.. تحويل الاقتصاد إلى فلسفة

03 نوفمبر 2020
أمارتيا سن (Getty)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، ذكرى ميلاد المفكّر الاقتصادي الهندي أمارتيا سِن (1933).


يكاد الأوروبيون والأميركيّون يحتكرون المواقع الأساسية في علم الاقتصاد، وتبعاً لذلك فإن هذا المجال المعرفي قد انغلقت إشكالياته ونظرياته في ما يقع في الغرب وحده، واعتُبرت النتائج التي توصّل لها "حقائق كونية"، ولعل في ذلك ما يفسّر صعوبة تطبيقها في بقية بلدان العالم، الأمر الذي كان سبباً في تقدّم الثقافات والأمم بسرعات متباينة.

قلة من كسروا هذا الطوق ضمن علم الاقتصاد، ومن هؤلاء المفكّر الاقتصادي الهندي أمارتيا سن (1933) الذي تحلّ اليوم ذكرى ميلاده. ما يُحسب لـ سن هو عدم إمساكه لعلم الاقتصاد من منظور العلوم وحدها، فهو ليس مجموعة معادلات تطبّق هنا وهناك، بل قبل ذلك أفكار ومفاهيم تتفعل مع الواقع وتتطوّر معه، لذلك سنجد أن المحوري عند المفكّر الاقتصادي الهندي هو العدالة كمضمون للفعل الاقتصادي الواسع.

اهتمّ سن كثيراً بموضوع عدم المساواة لبروزه بشكل واضح في الهند، ولكنه نجح في اقتراح نماذج علمية قابلة للتطبيق في كل بلاد العالم حيث أن عدم المساواة تضرب في كل المجتمعات؛ المتقدّمة منها والمتخلّفة. على عكس معظم الاقتصاديين لا يقف سن بمفهوم عدم المساواة في منطقة الفروقات الطبقية بل يتضمّن منجزه أيضاً فهماً لهذه الإشكالية على مستوى المعرفة والجندر والبيئة.

حاز أمارتيا سن على نوبل عام 1998، وهو ما وضع أبحاثه تحت دوائر الضوء، فتحوّل فكره إلى تيار عالمي يُسند النظريات الاقتصادية (والسياسية أيضاً) إلى قيم مختلفة عن الأخلاق الرأسمالية التي نظّر لها آباء علم الاقتصاد مثل آدم سميث وديفيد ريكاردو.

من أبرز مؤلفات سن: "الأخلاق والاقتصاد"، و"أن نعيد التفكير في عدم المساواة"، و"نموذج اقتصادي جديد: تنمية وعدالة وحرية"، و"الاقتصاد علم أخلاقي"، و"ديمقراطية الآخرين"، و"الهوية والعنف"، و"فكرة العدالة".

المساهمون