"حيّ بن يقظان".. مخطوطات الرحلة الفلسفية في معرض

03 يوليو 2023
(من غلاف مخطوطة ابن طفيل بتحقيق عبد العزيز نبوي، من المكتبة)
+ الخط -

حظيت قصة "حيّ بن يقظان" باهتمام فلسفي في العصور الوسطى، شرقاً وغرباً، لما قدّمته من منظور جديد لمفاهيم تتصل بالسببية والطبيعة والتجربة والله، وشكّلت الطريقة التي وصل من خلالها إلى الإيمان من دون وسيط، أساساً لمناقشات فلاسفة أوروبيين حول العقل والتجربة.

وفي التراث العربي الإسلامي، حافظت القصة على مكانتها ورمزيتها فيما يخصّ تكامل العقل والإيمان، وإن احتملت تفسيراتٍ وتأويلاتٍ متعدّدة لكنها شكّلت دليلاً على القدرة الفطرية للعقل البشرية على اكتشاف الحقيقة بالمقام الأول.

"حيّ بن يقظان" عنوان المعرض الذي افتتح في السادس عشر من الشهر الماضي في "مكتبة قطر الوطنية" بالدوحة، ويتواصل حتى الثلاثين من أيلول/ سبتمبر المُقبل، ضمن حملة "كتاب واحد، مُجتمع واحد" التي تُنظمها مُبادرة "قطر تقرأ".

يضمّ المعرض نسخ قديمة جداً من الكتاب بالعربية، بالإضافة إلى ترجماته إلى اللغات الإنكليزية والهولندية

يضيء المعرض حكاية طفل رضيع، عثرت عليه ظبية في جزيرة نائية من جزر الهند، منعزلاً عن الناس والمجتمع والثقافة، فأرضعته وقامت بتربيته، وحين كبرَ، اكتشفَ أنّه مختلفٌ عن بقيّة الحيوانات التي نشأ بينها، فأخذَ يُلاحظ الطبيعة من حوله ويتأمّلها ليكتشف جملة القواعد التي تحافظ بها الكائنات على بقائها، وصولاً إلى معرفة الله كمصدر لكل الوجود والمعرفة، وليكتسب، بذلك، فهماً أعمق للعالم الذي يعيش فيه والمبادئ الطبيعية والأخلاقية التي تحكمه.

وبيّن المنظّمون إلى أن هذه القصة كتبها عدد من الفلاسفة والكتّاب المسلمين، فكان أول مؤلّف لقصة "حي بن يقظان"، هو الفيلسوف ابن سينا، إذ كتبها أثناء سجنه، ثم أعاد بناءها شهاب الدين السهروردي، وبعد ذلك كتبها الفيلسوف الأندلسي ابن طفيل في نسخة قد تكون الأكثر انتشاراً، ثم كانت آخر رواية للقصة من قِبل ابن النفيس الذي تنبّه إلى بعض المضامين الأصلية الخاصة برواية ابن سينا، والتي لم تكن توافق مذهبه وأفكاره، فأعاد صياغتها لتكون رواية "حي بن يقظان عن صالح بن كامل". 

يكتشف زوّار المعرض رحلةَ حيّ بن يقظان من خلال مُخطّط زمني يُصوّر حياته على تلك الجزيرة، حيي يمكن الاطلاع على نسخ قديمة جدًا من الكتاب بالعربية، إضافة إلى ترجماته إلى اللغات الإنكليزية والهولندية المُتوفرة ضمن مُقتنيات المكتبة التراثية في "مكتبة قطر".
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون