حيث لا حلّ

04 مارس 2022
أمام جدارية في غزّة للفنان بلال خالد، تمّوز/ يوليو 2021 (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

بين رفيقة ورفيق، ذكريات وقهوة مرة أو سكر خفيف، سارت الاجتماعات، في دروب الفن والاحتجاج؟ وكما كان من قبل، وسيظل لمدة ما، فإن هذا المقال ـ حتى لو لم ينكتب، بعد ـ هو تكريم لهم؟ لهم وللكثيرين غيرهم ممن وجدوا معنى حياتهم وموتهم في ممارسة المقاومة حتى الشهادة؟ مكرسين بالكامل لنفس المثل العليا في كل وقت ومطرح؟

ذلك أنه، ولا غرو، فإن الأوقات في بلد محتل، لصعبة. ولم يكن الفوز في المعارك كثيرًا، منذ عام النكبة حتى عام الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بتزنيق وتضييق من الغرب الفاجر؟ الغرب الذي ربه الأعلى هو السنت، ولا إله سواه؟ وهنالك قد تسمع الصرخات المكتومة مرة أخرى، يأتيها عمال ميناء أنتويرب، وهم يعتِلون الأثقال؟

المناديل البيضاء تلوّح على المربعات؟ الفن مرة أخرى لا غنى عنه؟ لكن، يمكنك دائمًا القيام بالثورة، مهما بدت المسائل عويصة وميؤوساً منها؟ والفن هو أفضل من سلاح الترجي الفارغ الطلقات، على أعتاب البنوك، من أجل قرض مريب ومسموم؟

والحل، حيث لا حل، هو ـ لا باس، ولا مناص ـ أن يكون الفن هو أجمل شيء موجود، وهذا ما قد نعيش من أجله، كضرب مثمر من الهروب؟ لمَ يصمت الحق لبضعة قرون ثم يصحو ويتنحنح ويضيف: "هذا شعر: كل من هذه اللقاءات هو شعر. فلنشرب هذا النخب: صحة"؟

هل مضى الوقت، على استرجاع طعم البرتقال اليافاوي، ولا معنى لأن نتذكر، ونحن نقيم في بلد التفاح والإجاص، ذي لغة الفلمنش؟ متى يبلل شوقنا، عتبات بيوتنا التي زالت هناك، بالدموع؟


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون