"حكايات يوم آخر": كولاج سينمائي عن كوبا زمنَ الجائحة

08 ديسمبر 2022
من فيلم "غايو" لـ إدواردو إيميل
+ الخط -

من خلال ستّ قصص مختلفة، يُضيء الفيلم الروائي الطويل "حكايات يوم آخر" (2021) للمخرج الكوبي فيرناندو بيريز على الأزمات التي عاشها المجتمع الكوبي خلال جائحة كورونا.

يتتبّع الشريط آثار الجائحة والحجر الصحّي الذي استمّر لأكثر من عام على حياة الملايين من الكوبيّين، وما سبّبه من مشكلات اجتماعية ونفسية، مُضيئاً بذلك على مخاطر العزلة، وعلى أهمية العلاقات العائلية، والإنسانية بشكل عام، في أن يشعر الإنسان بإنسانيته.

والشريط الذي عُرض، أوّل أمس الثلاثاء، ضمن الدورة العاشرة من "مهرجان الجزائر الدولي للسينما" أو "مهرجان الفيلم الملتزم"، أنتجه "المعهد الكوبي للفنّ السينمائي" بالشراكة مع مؤسّسات مستقلّة، وهو مؤلَّف من ستّة أفلام روائية قصيرة لستّة مخرجين مستقلّين.

وأشرف بيريز على إنجاز الأفلام ونسّق بينها لتكون النتيجةُ فيلماً واحداً من ثمانين دقيقة يربطه خيطٌ ناظم هو موضوع الجائحة، بينما تبدو الأفلام القصيرة داخله بمثابة فصولٍ يحمل كلٌّ منها عنواناً خاصّاً به.

يحمل أحدُ أفلام/ فصول الشريط عنوان "الضفيرة". وفيه تروي المُخرجة روزا ماريا رودريغيز قصّة سكّان بناية مشترَكة في هافانا يعيشون نزاعات مختلفة في ما بينهم خلال فترة الجائحة. وفي هذا الجو المشحون بالعنف والتوتّر، تتشبّث الطفلة مارا بحمامة أهداها لها والدها، حيث تتّخذها وسيلةً دفاع نفسية في مواجهة محيطها.

أمّا "هو وهي" لـ يوويل إنفانتي، فيروي قصّة كهل يخرج من السجن خلال فترة الحجر، فيجد نفسه في سجن آخر. ومستفيداً من عمله حارساً لقاعة سينما، يأخذ في تزجية فراغه بمشاهدة الأفلام، لكنّه يعجز عن الاستمتاع بها بسبب وحدته، فيدخل في دوّامة من التهيُّؤات الغريبة.

وفي "غايو" لـ إدواردو إيميل، نتابع قصّة رجُل يعيش وحدةً قاتلة بعد دخول زوجته المستشفى بسبب إصابتها بفيروس كوفيد 19، فيلجأ إلى العزف على آلة الترومبيت لزوجته في المستشفى، ولنفسه أيضاً، لكنّ ذلك يتسبّب بإزعاج لجيرانه.

يُذكَر أنّ المهرجان يستمرّ حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، بمشاركة قرابة ستّين فيلماً من الجزائر وخارجها، من بينها خمسة وعشرون فيلماً ضمن المسابقة الرسمية. وتُركّز هذه الدورة على قضايا المقاومة والمرأة والبيئة.

المساهمون