المدينةُ محاصرةٌ في متاهة
لا همس الصباح لا همس النوم يصمت
لن يحميك ألف درعٍ من الأعذار
الحياةُ تضرب بالسوط من يجرّ بضاعتها
غادِر زخارف الليل وانظُر
عيناك لم تعودا تتّسعان للقمر
هنا الدهر دسّ في جيوب المهاجرين غير الشرعيين أقداراً منتهية
حضر بالزهور وغادَر.
يحرقون أصابع يوسف الصدّيق
ليطلع لهم بالكواكبْ
يقول لهم الضابط دعوه دخلنا سيناء وأبوه يحلم
خرّب تخطيط ألف وبا وجيم
حتى لا تُقلّ سيارةٌ يوسفَ وتتكرّر القصّة.
المدينةُ محاصرةٌ في متاهة
تُغيّرُ مسالكها لتخيفك، فادخل
وانظر للمصلّين ساعةَ الفجر العظيم
يتراصّون لينجدوا "مطارَداً"
كان قبل ليلة من اغتياله يقرّعُ ويستغيث:
أحتاجُ إلى "الحَبْ"،
فأغدقتْ حَبّاً وإف16
وبعد ليلة يتراصّون كمن شقّ الماء بالعصا.
لا همس الصباح
لا همس النوم يَغفِر
غادر زخارف اللّيل وانظُر
لا مكاتب التنسيق ولا الزنّانات تقتل
صوتَ البطل
أو تخلب سرَّ الفجر.
■■■
هذه آلة حرب
لقد فقد صوابَه العالم
نسوا لماذا اخترعوا الطائرات
أليس لأنّنا نستطيع؟
في المصعد الناس لا يرون بعضهم
رغم ضيق المساحة وحصر الزوايا
عيوننا تتّجه في زوايا مختلفة
ننظر في أشغالنا كمن ينظر من ثقب باب.
الأيام تتقدّم
نفقد طرفاً
تتقدّم
تدوس على ورود أجسادنا
تتقدّم الأيام فنُقتل
هذه ليست أيام، أو حياة
هذه آلة حرب.
■■■
أريد أن أكون قوساً
لو كنت سنجاباً
سأختبئ تحت قوس حارة الياسمينة
ألتقط فواصل ونقاط الكلام
وأجمعها في فمي
لئلّا يتوقّف أهلها عن سرد الحكايات...
قد أظلّ أتسلّق القوس حتى يشعر أنّني أريد أن أكون قوساً
أو حجراً من بين أحجاره فيستضيفني
لأحاكي ملصقات الشهداء
أجرّب حادثة موتهم
وأحكيها.
* شاعرة من فلسطين