"تَكاتُف" من بيت لحم إلى غزّة: لوحاتٌ تلمّ شمل البلاد

17 ابريل 2024
عمل لـ وائل أبو يابس (من المعرض)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "تكاتُف" معرض جماعي بجامعة الكلمة يجمع أعمال 24 طالباً، يستمر من 5 إبريل إلى 5 مايو، يعبر عن التضامن مع غزة ويضم 50 عملاً فنياً توثق الأحداث العالمية مثل القتل والتهجير.
- الأعمال الفنية، مثل "أعطونا السلام" للمى دويك وملصقات غاوي خليل، تستخدم الفن للتعبير عن الأمل والصمود وإرسال رسائل عن وضع غزة.
- المشاركون يخططون لإطلاق موقع إلكتروني لعرض أعمالهم ودعم غزة، مؤكدين على دور الفن في توثيق الأحداث وتحفيز التغيير مع التأكيد على الأمل والكرامة.

"تكاتُف" عنوان المعرض الجماعي الذي يُوقّعه أربعة وعشرون طالباً وطالبة يُتابعون درجة الماجستير في "جامعة الكلمة" ببيت لحم؛ والذي انطلق في الخامس من نيسان/ إبريل الجاري، ويستمرّ حتى الخامس من أيار/ مايو المُقبل، ليكون بمثابة تعبير قوي عن التضامن مع غزّة، حيث تُوثّق الأعمال المُشارِكة اللحظة الراهنة التي يشهدها العالَم بما فيها من قتل وتهجير وتخريب عمرانيّ وإبادة صهيونية.

يضمُّ المعرض قرابة خمسين عملاً، أُنتجت جميعُها في فترات مُتقاربة كردِّ فعلٍ تشكيلي على ما يجري، فاعتبرت الطالبة لمى دويك، خلال حديثها إلى "العربي الجديد"، "أنَّ لكُلٍّ منّا طريقته الخاصة بالتكاتُف، ونحن كفنّانين، سَخَّرنا جهودنا بالطريقة التي نُجيدها ونُبدع فيها، ليكون نتاجُنا هذا المعرض الذي نُعبِّر فيه عن مشاعرنا". وتُشارك دويك بعمل عنوانُه "أعطونا السلام"، تُصوِّرُ فيه نظرةَ طفلٍ أُنقِذ من تحت الأنقاض في غزّة، نظرة عتاب وحزنٍ وخوفٍ وحيرة، بينما تحت رقبته مباشرةً غصن زيتون مُذهَّب، في إشارةٍ إلى الأمل الذي لا يموت والكرامة التي تبقى لامعة رغم دمار القصف.

أعطونا السلام - القسم الثقافي
"أعطونا السلام" لـ لمى دويك

أما غاوي خليل، فيُشارك في المعرض بمُلصَقين، يصفُ أحدُهما بأنَّه رسالة إلى العالَم، يُخبره من خلاله بأنَّ في غزّة أطفالاً يجب أن يعيشوا حياتهم كأطفالكم، ويجب أن يركضوا على شاطئها بالطائرات الورقية، وليس هرباً من الطائرات الصهيونيّة التي تقصفهم. والآخر هو بالرمز الذي خلقَته المُقاومة في غزّة، فرغم كلّ ترسانة الأسلحة الصهيونيّة، إلّا أنّها ظلَّت عاجزة أمام بسالة المُقاومين وصمودهم.

محاولاتٌ تشكيلية تصوّر معاناة غزّة في ظلّ الوحشية الصهيونية

وفي حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول خليل: "إنَّ المعرض جاء نتيجة تكاتُف نُخبة من طلبَة الفنون الفلسطينيّين، من خلال القَلم والريشة والأدوات البسيطة، للتعبير عن الصمود الأسطوريّ في غزّة، ولنعكس جزءاً بسيطاً من الأحداث والمعاناة والحرب والإبادة. فمن خلال المعرض استطعنا، ولو بالشيء البسيط، أن نقف وقفة بسيطة بأدواتنا كفنّانين إلى جانب أهلنا وصمودهم".

غاوي خليل - القسم الثقافي
عملان لـ غاوي خليل

ويُتابع: "نعمل على إطلاق موقعٍ إلكترونيٍّ يحمل نفس الاسم 'تكاتُف'، يضمُّ مشاركات جميع طلبة الماجستير في المعرض، ومن خلاله نستطيع أن نستمرّ في العمل الدائم للوقوف عبر الفنّ مع أهلنا بغزّة، والأهمّ بأن نخترق جدار الفصل العنصري المُحيط بأرضنا ونصل إلى العالَم أجمع". ويُضيف: "لن نقف عند هذا المعرض فقط، والعمل الثقافي من أجل غزّة سيستمرّ بشتّى الطرق، والمساحة الفّنية مفتوحة أمام كل فنّان لديه الأثر الجميل؛ ليروي القصّة بأسلوبه".

بالانتقال إلى أعمال المعرض الأُخرى، تُصادفنا لوحة "أُلفة الانتظار" لسارة ياسين، والتي تتناول فيها الجانب الخلفي من حياة الغزيّين، فإن لم يكن هنالك قصفٌ أو قتل، فهناك مدنيّون يجتمعون في الطوابير بغية الحصول على ماء الشرب، حيث يقضي المُهجَّرون أغلب أوقاتهم بلا ماءٍ أو طعام، وكأنَّ الانتظار في الطوابير، بلَغ مبلَغه من الاعتياد ولا بديل عنه.
 

ألفة الانتظار - القسم الثقافي
"ألفة الانتظار" لـ سارة ياسين

ولأنَّ للأطفال نصيبهم من العُدوان، فإنَّ لوحة الفنّان محمود حامد تُصوِّرُ مجموعةَ أطفالٍ نائمين بجانب بعضهم، من دون أن يُشيرَ إلى وجود رصاصة أو قاتل أو قذيفة. تُفصح اللوحة عن نفسها باللحظة التي يقف أمامها الرائي، ويعرفُ بالسرعة المُمكنة، أنَّ الأجساد غير المنتظمة في تمدِّدها، ونظرتها الفزعة، هي أجسادٌ طاولتها يدُ الاحتلال القاتل.

محمود حامد - القسم الثقافي
عمل لـ محمود حامد

أما وائل أبو يابس، ورغم بشاعة الإبادة، فهو يستجمعُ في لحظته الوطن المجروح، من خلال المرأة الفلسطينيّة التي ترتقُ عَلَم البلاد من جهته الحمراء، وربما لهذا الموضع دلالةٌ يُمكن أن يأخذنا إلى التسجيلات التي تبثُّها المقاومة لحظةَ استهداف آليات وجنود العدوّ، حيث يظهر المثلّث الأحمر لثوانٍ ليدُلَّ على موضع الهدف.

جانب من المعرض - القسم الثقافي
يُضيء المعرض قرابة 50 عملاً لطلبة الماجستير في "جامعة الكلمة"

الجدير بالذكر أنّ الفنّان منذر جوابرة من أبرز المُشاركين في المعرض، بالإضافة إلى: أفياء النواصرة، ومعتز حجير، وأكرم دويك، وبشار خلف، والياس حلبي، وحمادة مداح، وجاد عزّت، وجاسم شومان، ومجد أبو هيكل، ومريم عوادة، وسامية مصري، وسارة ياسين، وسارة أبو ماضي، وشادي الحريم، وراني شرباتي، وسكينة صلاح الدين، وولاء جبران، وشيماء عواودة، ومنجد خاروفة.
 

المساهمون