تيسير البطنيجي.. ذاكرة شخصية لتاريخ جمعي

يستعير تيسير البطنيجي العديد من المتعلّقات الشخصية من صور ووثائق ورسائل ونصوص وكذلك رموز من الذاكرة الجمعية الفلسطينية، لتصوير ترحاله من وطن يقع تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى المنفى أو في إعادة صياغة مجموعة من الأحداث والمحطّات البارزة في حياة الفلسطيني خلال العقود الماضية.

ويذهب الفنان الفلسطيني (1966) إلى توثيق الحياة اليومية في مدينته غزّة التي غادرها إلى فرنسا للدراسة، في محاولة لإبراز ملامحها وذكرياته في سلسلة بعنوان "يوميات غزاوية" (1999-2006) التي تضمّنت مشاهدات من جدران المدينة والدكاكين والمحالّ التجارية وجلسات نساء العائلة وغيرها.

"دوام الحال من المحال" عنوان معرض البطنيجي الذي افتتح في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" بالدوحة في السادس عشر من الشهر الماضي، ويتواصل حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري ضمن فعاليات العام الثقافي "قطر - الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022".

يحمل المعرض عنوان واحد من أعماله الذي نفّذه عام 2014 من خلال تقنية الحفر على الصابون، وفيه تظهر عبارة "دوام الحال من المحال" منقوشة على قطعة من الصابون النابلسي، ويعكس في تكوينه البسيط فكرة استحالة بقاء الأوضاع السياسية على حالها في ما يتعلّق بمآلات القضية الفلسطينية من خلال الربط بين ذوبان قطعة الصابون والتغيير.

يشير بيان المنظّمين إلى أن المعرض "يأتي في سياق عالمي من عدم اليقين الاجتماعي وهشاشة الروايات التاريخية، ويعرض نتاجات ونسخاً من أعمال تيسير البطنيجي الفنية التي أبدعها بين عامي 1997 و2022. خلال هذه الفترة، كان الفنان يعيش في فرنسا، غير أن تأملاته في فلسطين كانت تغلب على حياته وأعماله".

كذلك يضيء السرد المرئي للمعروضات الفنية على ممارسات البطنيجي المتنوعة باستخدام مواد ووسائط فنية متنوّعة بين التصوير الفوتوغرافي، الفيديو، والرسم، والتخطيطات، والطباعة والحفر، والأعمال التركيبية، والفنّ الأدائي.

ويُعرض أيضاً عمل بعنوان "جدران غزّة" (2001) مستخدماً صور فوتوغرافية على ورق أسود أزرق، وهو جزء من صور بقايا ملصقات الشهداء وكتابات تمجّد بطولاتهم التي كانت تثبت على جدران المدينة، وهي الفكرة التي اشتغل عليها لاحقاً حيث جمع عشرات الصور للشهداء من الصحف وأرشيف منظمات حقوق الإنسان، لينسخها إلكترونياً بالأبيض والأسود.

يُذكر أن البطنيجي نال شهادة دراسات في الفنون الجميلة من "جامعة النجاح" في نابلس عام 1992، كما حاز درجة الدبلوم من مدرسة الفنون الجميلة في مرسيليا. وأقام العديد من المعارض في سويسرا وفرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا وإيطاليا وكندا ولبنان وغيرها.
 

الأرشيف

التحديثات الحية

"أرض محرمة" لـ ستيف سابيلا في مزاد "سوذبيز"