"تقويض استعمار المخيال": خمسة أيام في الرباط

05 مايو 2023
عمل للفنان الفلسطيني تيسير البطنيجي (تصوير: أوريليان مول)
+ الخط -

في عام 2021، أسّس عددٌ من المثقّفين المغربيين، في مدينة الرباط، "مجموعة التفكير في تقويض الاستعمار في شمال أفريقيا"، والتي انخرط أعضاؤها في نقاشات تعني العالَم العربي لكنّها ما تزال قليلة الحضور فيه: أي النقاشات المنضوية تحت ما بات يُعرَف بالدراسات الديكولونيالية، أو دراسات تقويض الاستعمار (Decoloniality، أو Études décoloniales).

ويُعنى هذا التيّار البحثي والمعرفي بإنتاج خطاب من شأنه تفكيك الخطاب الأوروبي الذي ما يزال مهيمناً على البلدان التي استعمرتها إمبراطوريات القارّة الأوروبية سابقاً، وإلى تقويض حضوره في مختلف المجالات المعيشية والفكرية، من الحياة اليومية والمسائل الاجتماعية إلى الاعتمادية الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتقليد الثقافي والتنكّر للتراث وغير ذلك من الظواهر.

بين الخامس عشر والعشرين من أيار/ مايو الجاري، تقيم المجموعة سلسلةً من ورشات العمل تحت عنوان "تقويض استعمار المخيال: فنٌّ قائم بذاته"، وذلك بشكل يومي في "المعهد العالي للإعلام والاتصال" بالرباط.

تجمع هذه الورشات بين نقاشات أكاديمية، ولقاءات فنّية، أو نقاشات أهلية، ويشارك فيها، إلى جانب أعضاء من "مجموعة التفكير في تقويض الاستعمار"، أكثر من عشرين طالب وطالبة دكتوراه، وفنانون شباب، وفاعلون ثقافيون أو من المجتمع المدني، من فلسطين وتونس والجزائر، بالإضافة إلى المشاركين من المغرب.

ويبحث الحاضرون، في نقاشاتهم، "أيّاً من الإبيستيمولوجيات، والمناهج، والمقاربات الفنّية، والتصوّرات المواطنية، يمكن تطويرها من أجل الوصول إلى فكر قادر على تقويض الاستعمار في شمال أفريقيا اليوم"، كما نقرأ في بيان لمنظّمي الفعالية.

كما تُعقَد، على هامش الورشات، جلسة مع المُخرج المغربي علي الصافي، عند السابعة من مساء الثلاثاء، السادس عشر من الشهر. الصافي، الذي يحاوره الشاعر والقيّم عمر برّادة، سيتحدّث عن تجربته وعن رؤيته في ما يخصّ الكيفية التي يمكن من خلالها للفن أن يساعد في طرد لغة وتصوّرات المستعمِر من مخيال المجتعات التي استعمرَها.

المساهمون