"بين الحجارة والصواريخ".. تاريخ القضية الفلسطينية للقارئ البوليفي

26 يناير 2024
من مظاهرة تضامنية في لاباز (بوليفيا)، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، 2023
+ الخط -

"انطلاقاً من ضرورة التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه، وفي مقاومته ونضاله ضدَّ كافة أشكال الظلم التي يعيشها منذ أكثر من 75 عاماً، كان لا بدّ من تأليف هذا الكتاب، كي نعرّف القارئ البوليفي على حقيقة النضال الفلسطيني، لا سيّما في ظلّ ما يعاني منه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية في غزّة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي"، بهذه المقدّمة يفتتح كلّ من الصحافيين البوليفيين سدنيكا سافيدرا وروبيرتو تشامبي كتابهما الجديد "فلسطين: بين الحجارة والصواريخ"، الصادر مؤخّراً عن دار نشر "CEGICI" البوليفية.

الكتاب هو توثيق لتاريخ القضية الفلسطينية، إذ يتناول مراحل التخطيط الأُولى التي كانت موجودة على جدول أعمال الخارجية البريطانية في القرن التاسع عشر، وتمركز البريطانيّين في فلسطين، مع استغلال ضعف الدولة العثمانية، وجميع التسهيلات التي قدّمتها بريطانيا من أجل دعم إقامة الدولة الصهيونية في فلسطين.

يتوقّف الباحثان بشكلٍ مطوّل عند الحركة الصهيونية ويشرحان بشكلٍ دقيق مخطّطاتها وممارساتها الاستعمارية والاحتلالية والتوسيعية والاستيطانية على الأراضي الفلسطينية، بدعم من الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، ويخصّصان فصلاً للحديث عن قرارات الأمم المتحدة التي لم تلتزم بها "إسرائيل"، في ظلّ صمت كامل وتواطؤ من قبل الدول الغربية. 

غلاف الكتاب

ويحلّل الباحثان جميع الخروقات التي ترتكبها "إسرائيل" منذ احتلالها الأراضي الفلسطينية، بدءاً من ممارسات المستوطنين، ووصلاً إلى قتل المدينين، وما بين هذا وذاك من حصار على جميع أشكال الحياة والوجود الفلسطينية، كما يسلّطان الضوء على حركات النضال والمقاومة الفلسطينية ويصفانها بأنها "شرعية وضرورية وأنه لا بدَّ منها من أجل طرد الاحتلال، خصوصاً في ظل فشل الهيئات الدولية والدول الفاعلة في اتخاذ أي قرار من شأنه أن يدين إسرائيل".

يتوقّف الكتاب، أيضاً، عند المعركة غير العدالة وغير المتكافئة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بالحجارة ضدّ وحشية قوّات الاحتلال الإسرائيلي وأسلحته وصواريخه المتطوّرة التي يمدّه الغرب بها. ومن هنا كان عنوانه الذي يلخّص نضال الإنسان الفلسطيني الذي يقاوم بالجحر أحدث الصواريخ والقنابل.

ويشير الصحافيان إلى أنّ كتابهما يأتي في إطار محاولة لتعريف القارئ البوليفي بالقضية الفلسطينية، لا سيما في ظلّ انتشار السردية الصهيونية في بلدان أميركا اللاتينية، وقلّة الكتب في بوليفيا التي تتطرق إلى القضية الفلسطينية.

وخصص الكاتبان الفصل الأخير لتناول الأحداث الأخيرة، والتي لم يتردّدا في وصفها بأنّها "حرب إبادة جماعية تأتي في إطار مشاريع الحركة الصهيونية في القضاء على الوجود الفلسطيني".

المساهمون