بول سينياك.. لم يبق الكثير من "زمن التناغم"

19 فبراير 2021
عمل لبول سينياك
+ الخط -

من منطلق حاضر الفن، لن نجد الفنان التشكيلي الفرنسي بول سينياك (1863 - 1931) بين أشهر فناني الفترة التي عاشها، حيث إن معاصرين له، مثل هنري ماتيس وبول غوغان وغوستاف كوربيه، يفوقونه شهرة وتأثيراً. لكننا لو عدنا إلى الفترة نفسها فسنجد أنه كان أحد أبرز أعلامها.

من خلال البحث في كواليس معرض أقامه الفنان الفرنسي عام 1895، يحاول كتاب "سينياك: زمن التناغم" (منشورات غاليمار) أن يفهم ما الذي تغيّر من زمن إلى آخر. كان المعرض عبارة عن مشروع فنّي متكامل يتصوّر فيه الفنان الفرنسي كيف سيكون الفن في القرن العشرين.

أنجزت العمل الباحثة في تاريخ الفن آن ديستال، وقد انطلقت من قراءة في عنوان المعرض الذي أخذت منه عنوان الكتاب (زمن التناغم). ترى الباحثة الفرنسية أن سينياك كان يعتقد أن القرن العشرين سيكون زمناً ينتهي فيه التشظّي الذي عرفته الساحة التشكيلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. من الواضح هنا أن اعتقادات سينياك كانت مُجانبة للواقع تماماً، فقد تضاعفت حالة تشظّي المبدعين بين المدارس الفنية في القرن الجديد.

ينتمي سينياك إلى المدرسة الانطباعية، وقد اعتقد أنها التيار الفنّي الذي من المفترض أن يسود الحياة الثقافية مستقبلاً في حال جرى بناؤه على أسس نظرية أكثر صلابة. اجتهد سينياك في هذ الاتجاه، فوضع كتابات تُعدّ اليوم الموجة الثانية للتنظيرات ضمن المدرسة الانطباعية بعد ما جرى نقله عن مؤسسها كلود مونيه. 

زمن التناغم

كان سينياك يقيم توقّعاته المستقبلية على رؤية تفترض أن دور الفنانين هو أن يقترحوا عالماً موازياً لعالم الحياة اليومية، حيث تغلب الروح المادية والاستهلاكية، ومن هنا اعتقد أن مدرسة تقوم على شعور الفنان، مثل الانطباعية،  سيكون لها الغلبة على كل نزعة عقلانية في الفن، غير أن الفنانين اللاحقين كانوا مختلفين عنه واتجهوا إلى مناطق لم يتوقّعها سينياك تماماً.

المساهمون