"بلا هدف": خرائط العالم من أجل تبرير الحروب

10 مايو 2023
من المعرض (ت: دافيد بونيت)
+ الخط -

تشكّلُ خرائط العالَم في حدِّ ذاتها نموذجاً لإبراز الرغبات والمواقف والتطلّعات المتجذرة في طريقة التفكير والسلوك في لحظة معيّنة. هكذا، لم يكن عبثاً إنشاء العديد من هذه الخرائط من أجل تبرير الحروب، والصراعات، والرغبات الإمبريالية، وطموحات الهيمنة، والثروة.

كان الجغرافيون أوّل من لاحظ النجوم بطريقة سحريّة تقريباً. عرفوا المدَّ والجزر، والأراضي المرصودة من خلال رسم ملامح سواحلهم، ثم بعد هذا كلّه، شيّدوا معرفة وطريقة رؤية، عرفنا من خلالها العالم مرسوماً.

انطلاقاً من "الأطلس" الذي رسمه عالم ورسّام الخرائط الإسباني إبراهام كريسكيز (1325 - 1387)، يعيد متحف ميورقة "إس بالوارد" في إسبانيا عرض مقتنياته في معرض جديد حمل عنوان "بلا هدف: في مواجهة صورة العالم"، حيث تتناول الأعمال المعروضة، لأكثر من عشرين فناناً إسبانياً، فكرة تمثيل وإسقاط العالم في الوقت الحالي.

يشارك في المعرض أكثر من عشرين فناناً إسبانياً ويستمر حتى مطلع 2024

الرحلة التي تبدأ مع كريسكيز وأطلسه الكاتالوني لعام 1373م، والمحفوظ في المكتبة الوطنية بفرنسا، تثبت كيف أنَّ الأحداث والمصالح والطموحات والحروب (كتهجير العرب واليهود من شبه الجزيرة الإيبيرية، والغزو الإسباني لأميركا اللاتينية، والنظام العالمي الاقتصادي الجديد، ووصول عصر الأنوار وغيرها من الأمور)، أدت جميعها إلى إبحار سفينة المعرفة والمعتقدات نحو عقلانية أكبر؛ والتي إضافةً إلى التجريبية، تركت وراءها طرقاً أخرى للتفكير في العالم، وفهمه ورسمه، إلى أن صار له شكل أحادي اليوم.

المعرض، الذي يستمر لغاية كانون الأول / يناير من العام 2024، يأخذ بعدَ مشروعٍ يجسّد شكلاً تأمليّاً للتركيز على الحقائق والقصص والتاريخ الجزئي، كطريقة لفهم التغييرات والأسئلة المتعلقة بمظهرنا وسردنا وتمثيلنا. ضمن هذا المعنى تتواجه أعمال الفنانين فيما بينها في طريقة التعاطي مع صورة العالم، بدءاً من القرن العشرين، حتى الوقت الحاضر.

يؤكد كل فنان على فكرة تمثيل العالم، أو ما يتركه تمثيل العالم، فهو المفهوم المركزي الذي يعمل على ربط الأعمال من خلال حلقات ولحظات رئيسية، مثل المفهوم الإمبريالي للحداثة، والعنصرية في أوروبا، واستبعاد القصص والقضايا غير الغربية في الفن، واستمرار الاستعمار من خلال القطع الفنية والنهب والاستغلال.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون