أُعيّد على عبد الفتّاح، السوداني من أم درمان، وهو جالس على الطاولة الخشبية، مع تيريزا وإيداليا وأليكس (من السلفادور وفنزويلا).
أتمنّى له أن يأتي عيد الفطر القادم، وهو حاصلٌ على الورق. يتمنّى لي بالمثل، ويضحك:
"والله، يا زول، هذا العيد من أتعس ما يمكن. أعان الله الناس".
فأرد: "الصبر. الصبر يا عبد الفتّاح، فالمخيّم هو زمن الشدائد عند اللاجئ، وبعده تروق الأمور، بالحصول على ورق، وتحلو".
ـ "إن شاء الله".
وأتضاحك مع أليكس الفنزويلي وأنا أخبره، بلغته، أن للمسلمين عيدين فقط طوال السنة، فيقول إن لدينا الكثير الكثير من الأعياد، كلّ دولة لاتينية على حِدة، أمّا هنا، فلا عيد للروبوتات، مع أنهم ــ أذكّره ــ في خِضمّ عيد الصعود الآن.
أليكس يسخر من البلجيك، لأنه تلقّى الرفض، وهو استأنف عند المحامي، وينتظر قدَرَه.
عبد الفتّاح ينسحب لكي يكلّم الوالدة في الغرفة، وأكمل أنا بقية سيجارتي، بينما تريزا وإيداليا تبتسمان وتتكلّمان عن البنت أليسا، وما فعلته، أمس، بعشيقها خوسيه فرناندو أليساندرو باييكا.
صباح الخير وكلّ عام والفقراء بسوءٍ أقلّ، وأسماء أقصَر.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا