"اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف" هو واحد من سلسلة أيام ترعاها منظّمة "اليونسكو"، وباتت تمثّل شجرة تُخفي واقع كل مجال تحتفي به من المسرح إلى الطفولة. وفي سياق الجائحة العالمية يأخذ هذا اليوم بعض الأهمية في ظل ما يعرفه الكتاب من تحوّلات؛ مرة بكثرة الطلب عليه ومرة بالنفور منه، وبينهما واقع متحوّل لعلّ التفاعلات مع "اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف" توضّح بعض معالمه.
سنجد نبرة رسمية مثلاً في كلمة وزيرة الثقافة الجزائرية مليكة بن دودة، حين كتبت على صفحتها الفيسبوكية: "بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، الموافق للثالث والعشرين من أبريل، أهنئ كلّ قارئ في الجزائر والعالم، وكل المشتغلين بعالم الكتاب، من كتاب ومؤلفين وناشرين ومكتبيّين وموزّعين، وأتمنّى أن يكون الكتاب دائماً سلطان المعرفة والمتعة والشغف. سنواصل عملنا من أجل وضع أفضل للكتاب، بطموح في شراكة حقيقيّة وصادقة مع المهنيّين".
في المقابل، نقرأ تدوينة للباحث الجزائري محمد شوقي الزين جاء فيها: "في اليوم العالمي للكتاب والنشر، يمرُّون على الكتب مرور الكرام". كما كتب الروائي التونسي شكري المبخوت معلقاً على المعايدات باليوم: "في اليوم العالمي للكتاب وحقوق التأليف: الكتاب العربيّ يتخبّط في مشاكل بلا حصر وحقوق التأليف لا تساوي ثمن السجائر لمن يدخّن وهو يكتب".
نجد أيضاً بعض المقترحات في مثل هذه المناسبة، ومنها ما كتبه أستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية محمد أبو هاشم محجوب، حول مقترح "بعث ماجستير مهني مشترك حول مهن الكتاب في ثلاثة اختصاصات : اختصاص صناعة الإخراج الفني للكتاب، واختصاص التسويق والترويج والتجارة الإلكترونية للكتاب، واختصاص تمثيل الحقوق وحقوق الترجمة وصياغة العقود". أما المترجم المغربي مزوار الإدريسي فقد كتب: "لماذا لا ننظّم قراءة متواصلة لـ"ألف ليلة وليلة" على امتداد العالم العربي بمناسبة اليوم العالمي للكتاب؟".
ومن جهتها، قالت الكاتبة السورية لينا هويان الحسن: "اختير هذا اليوم 23 نيسان / إبريل كيوم يُحتفى به عالمياً بالكتاب، بسبب توافقه مع ذكرى رحيل مبدعين أثرّا بالعالم: شكسبير وسرفانتس. كل من قرأ الدون كيشوت سيتذكر تلك اللحظة التي استيقظ فيها الفارس العجوز ليلاً، وهو يتلمس الجدار الذي بناه كلّ من القس والحلاق، لتغطية المكتبة التي اتُهمت كتبها أنها سبب لجنون الدون كيشوت. كابوس حقيقي أن تنهض صباحا لتجد أن مكتبتك، اختفت!".
من جانب آخر، نعثر في مواقع التواصل الاجتماعي على حركة تسويق للكتب ترعاها المكتبات ودور النشر، حيث يبدو هذا اليوم العالمي فرصة للترويج للكتب، وإن بدا اعتماد هذا اليوم إشارة إلى خلل في علاقات سوق الكتاب، فهذا الأخير ينبغي أن يحافظ على موقعه طول العام، وإلا فلن يؤدّي دوره.