يبدو أن مقاطعة "إسرائيل" في الساحة الثقافية والفنية العالمية باتت أمراً واقعاً ومرشحاً للازدياد. ففي بيان صدر أمس، أعلن أكثر من 100 كاتب وفنان اليوم وقف كل تعاون فني أو ثقافي مع المؤسسات الإسرائيلية، ضامّين أصواتهم إلى 600 فنان سبقوهم إلى الخطوة نفسها قبل فترة. بين الأسماء الموقعة وجوه معروفة في مجال المقاطعة الثقافية لإسرائيل في أوروبا، إلى جانب أسماء جديدة تنضم إلى الحملة.
بيان الفنّانين، الذي حمل نبرة عالية، يتوقّع أن يشكّل إرباكاً في هيكل "المؤسسات الثقافية" الإسرائيلية. فهو يسحب البساط من تحت أقدام إسرائيل على مستوى التعاون الأوروبي والعالمي في التشكيل والتصميم والكوريغراف والأفلام والموسيقى التجريبية والمسرح والديكور والكتابة الإبداعية والشعر. ما يعيق سعي إسرئيل إلى تثبيت اسمها على خارطة البلدان المستقطبة عالمياً لأهم الفعاليات.
البيان لم يتطرّق فقط إلى جرائم الاحتلال على المستوى الإنساني، وإنما شدّد على تدمير إسرائيل الممنهج للمراكز الثقافية وتفريغها المتعمد حياة الفلسطينيين من كل حق في الوجود اجتماعياً وثقافياً وسياسياً.
كذلك استند البيان إلى تقرير لـ"المنظمة الإسرائيلية لحقوق الإنسان - بتسيلم"، جاء فيه أن حرب إسرائيل الأخيرة (2014) على غزة كانت من أكثر الحروب دموية في تاريخ الاحتلال.
فالجيش الإسرائيلي، بحسب بيان الفنانين، يتعمد في عملياته العسكرية تدمير البنية الثقافية الفلسطينية، ناهيك عن إعاقته، وعلى مستوى يومي، لحرية الفنانين الفلسطينيين في العمل والتنقل وحرمانهم من السفر إلى الخارج. فيما ينعم المستطونون الإسرائيليون في الضفة الغربية مثلاً بالحق في التفاعل والنشاطات الثقافية كافة.
وختم البيان مستذكراً الحالة التي كانت سائدة في جنوب أفريقيا أيام الفصل العنصري. فعلى غرار "اتحاد الفنانين لمناهضة الفصل العنصري"، الذي أنشئ عام 1985 وضم بوب ديلان ولو ريد ورينغو ستار وآخرين، وقاطع كل تعاون ثقافي مع "صن سيتي" (جنوب أفريقيا)؛ يقاطع مصدرو البيان إسرائيل. فهم معتزمون على عدم تقديم عروض موسيقية، ورفض كل تكريم أو جائزة قد تأتي من جهتها، كذلك فإنهم يديرون ظهرهم للمهرجانات والمعارض الفنية الإسرائيلية والندوات وورش العمل، حتى تحترم إسرائيل المواثيق الدولية وتوقف "الاضطهاد الاستعماري" ضد الشعب الفلسطينيي، على حد قول البيان.
من الموقعين بيتر كوسمينسكي، تشاينا مييفيل، جون برغر، جيمي ماكغوفرن، جيريمي هاردي، ساشا كرادوغ، خالد عبدالله، بيديشا، شهد خان، عمر روبرت هاميلتون، لورا مولفي، حنان الشيخ، سلمى دباغ، أنا كارتيريغ، أيان كرسيتي، إيميلي يونغ، ليلى صنصور.