استمع إلى الملخص
- الموسوعة تُمكّن من فهم شكل المدينة القديم وتوسّعها الجغرافي، وتوثيق الهجرات القديمة، وتضم مقدمة وأربعة أقسام تتناول أحياء محددة.
- يعتمد الكتاب على مصادر تاريخية ومنهجية دقيقة، بما في ذلك المصورات الجوية والوثائق العدسانية، لتوثيق البيوت والمعالم الهامة للمدينة.
يَفتتح الباحث الكويتي عبدالله يوسف الغنيم الجزء السابع من موسوعة "معالم مدينة الكويت القديمة"، الصادر حديثاً عن "مركز البحوث والدراسات الكويتية"، بالإشارة إلى "أنّه لم يبق من مدينة الكويت القديمة سوى بعض المعالم والديوانيات القليلة المتناثرة عند واجهتها البحرية؛ فقد قضى 'التثمين' والتطوّر العمراني الحديث على صورة المدينة وأحيائها القديمة. والآن، وبعد نحو ثلاثة أرباع القرن يتساءل أبناءُ هذا الجيل عن بيوت آبائهم وأجدادهم، وعن النمط العمراني الذي كانوا يعيشون في ظلّه".
تأتي أهمّية موسوعة "معالم مدينة الكويت القديمة" من كونها تُمكّن من الوصول إلى شكل المدينة القديم، ورصد توسّعها الجغرافي، والتمدّد العمراني ومواقع الأسوار بكلّ دقّة، والذي من خلاله أيضاً يُمكن تعرُّف الهجرات القديمة التي أمّت عاصمة البلاد.
تعرّضت معالم المدينة داخل سُور الكويت الثالث الذي بُني عام 1920 للهدم والإزالة
أمّا الكتاب فيضمّ مقدّمة وأربعة أقسام، يتناول كلُّ قسم حَيّاً من أحياء المدينة التي شمَلها البحث، وهي: "فريج ابن رومي (الشملان)"، و"مَحلّة العصفور والعسعوسي والنصف"، و"محلّة مسجد أحمد العبدالله وقسم من فريج البحارنة"، و"محلّة براحة المجيبل والميدان".
وإلى جانب الغنيم، اشتغل على هذا الجزء من الموسوعة فريقُ عمل مكوّن من ستّة باحثين مُتخصّصين في مجالات التاريخ والعمارة والجغرافيا والآثار، هُم: صلاح علي الفاضل، وفهد علي الشعلة، ووليد علي المنيس، وفيصل عادل الوزّان، وفهد غازي العبد الجليل، وأحمد محمد العدواني.
وينطلق هذا الجزء من الموسوعة، الواقع في أربعمئة وثمانٍ وثلاثين صفحة، من هَمّ المحافظة على المُدن القديمة بكلّ معالمها، بوصفها أفضل سُبل حماية الهوية الوطنية وإثبات وجودها التاريخي والحضري، خصوصاً أنّ معالم مدينة الكويت القديمة، التي تقع داخل حدود سور الكويت الثالث الذي تم إنشاؤه عام 1920، قد أُزِيلت ضمن سلسلة من عمليات الهدم وإعادة البناء من أجل "تطوير" المدينة وتحديثها. وقد بدأت عملية الهدم وإعادة البناء منذ البدء بتصدير النفط وبداية "التثمين" (تحديد الملكيات) في أواخر الأربعينيات، وأخذت البيوت الطينية وأقدم المساجد والشوارع والسكك والمراسي وسور الكويت في الاختفاء تدريجياً إلى أن ضاعت، ولم يعُد باقياً من المباني الطينيّة القديمة إلّا النزر اليسير.
يعتمد الكتاب على مصادر تاريخية ومنهجية مُتّبعة، حيث تمّ تحديد البيوت وأسماء مُلّاكها والمَعالِم الهامّة للمدينة من واقع المُصوَّرات الجوّية القديمة التي تم التقاطها لمدينة الكويت وقُراها ابتداءً من عام 1951، كما تُعدّ "الوثائق العدسانية" (نسبة إلى أسرة من القُضاة من آل العدساني) من المصادر التاريخية التي أثْرت المشروع، وغيرها من الوثائق اللاحقة الصادرة عن القُضاة الشرعيّين في الكويت قديماً.
كذلك يستند فريق العمل في الكتاب على سجلّات التثمين داخل المدينة، والتي يحتفظ بها "مركز البحوث والدراسات الكويتية"، والتي تضمّنت معلومات عن البيوت التي قامت الدولة باستملاكها ابتداءً من عام 1954، بعد أن قامت اللجنة المُكلّفة حينها بفرز البيوت المُستملكة بحسب الأحياء الرئيسية بمدينة الكويت، وهي: نواة وقلب المدينة، والقِبلة، والشرق، والصالحية، والمرقاب.