كانت "اتفاقيات إيفيان"، التي جرى التوقيع عليها في 18 آذار/ مارس 1962، نتيجةً للمفاوضات التي جمعت قادة "جبهة التحرير الوطني" الجزائرية والفرنسيّين في مدينة إيفيان الفرنسية لقرابة سنتَين. وقد مهّدت تلك الاتفاقيات لـ استقلال الجزائر، بالإعلان عن وقف إطلاق النار ابتداءً من 19 آذار/ مارس والدخول في مرحلة انتقالية تتضمّن إجراء استفتاء لتقرير المصير.
هذا المسار الطويل والمعقَّد يتناوله كتابٌ مصوَّر صدر حديثاً بعنوان "الطريق الطويل إلى اتفاقيات إيفيان: ذكريات سويسرا (1960 - 1962)"، وهو عملٌ مشترَك بين مؤلّف القصص المصوَّرة السويسري مارك بيرينو ورسّامة القصص المصوَّرة بشرى مختاري.
يستعيدُ الكتاب، الصادر عن "منشورات البرزخ" في الجزائر، تلك المحطّات، عبر قصّة متسلسلة ورسومات باللونين الأبيض والأسود، استناداً إلى مجموعة من الصور الأرشيفية والوثائق التاريخية؛ إضافةً إلى شهادات فاعلين في المفاوضات التي جمعَت بين الطرفَين الجزائري والفرنسي.
جرى تقديم الكتاب في لقاء احتضنته "المكتبة الوطنية" في الجزائر العاصمة أمس، بحضور كلٍّ من المؤلِّف والرسّامة. وخلال اللقاء، تحدَّث مارك بيرينو، وهو باحثٌ في التاريخ، عن الدور الذي لعبته بلادُه في ربط الاتصالات بين ممثّلي الحكومة المؤقَّتة للجمهورية الجزائرية، المنتمين إلى "جبهة التحرير الوطني"، وبين الحكومة الفرنسية، مضيفاً أنّ "سويسراً كانت، خلال تلك الفترة، ملاذاً آمناً للجزائريّين وقد احتضنت العديد من شبكات التضامُن مع القضية الجزائرية، وكانت أيضاً منطقة لجوء للهاربين الفرنسيّين وفضاءً للنشر بحرّية لتفادي الرقابة في فرنسا".
من جهتها، قالت بُشرى مختاري إنّ "الطريق الطويل إلى اتفاقيات إيفيان" هو عملُها الأوّل في مجال الكتب المصوَّرة التاريخية، بعد إصدارها ثلاثة كُتب تناولت مواضيع مختلفة، مشيرةً إلى أنّه يستعيد مراحل مفاوضات إيفيان بالاعتماد على شهادات لأشخاص شاركوا فيها، إضافة إلى وثائق وصُوَر تاريخية.