"الساقية": استعادة لحظة تاريخية جزائرية تونسية

09 فبراير 2023
قرية ساقية سيدي يوسف بعد تعرّضها لقصف الجيش الفرنسي عام 1958
+ الخط -

في الثامن من شباط/ فبراير 1958، قَصف طيران الجيش الفرنسي قرية ساقية سيدي يوسف في الحدود الجزائرية التونسية، ما أدّى إلى سقوط سبعين قتيلاً، عددٌ كبير منهم من التلاميذ، وقرابة 148 جريحاً من المدنيّين.

وخلال الثورة الجزائرية، استخدَم جيشُ التحرير تلك القرية الحدودية الصغيرة مكاناً لاستقبال جرحى معاركه ضدّ الجيش الاستعماري الفرنسي وعلاجهم، وهو ما دفع الأخير إلى أسلوب العقاب الجماعي ضدّ سكّانها.

يستعيد البَلدان هذه الذكرى سنوياً، تخليداً ليوم "امتزجت فيه الدماء التونسية بالجزائرية". وفي الذكرى الخامسة والستّين يوم أمس، جرى تنصيب مجسَّم تذكاري من تصميم النحّات الجزائري الطاهر هدهود في "دار الثقافة" بساقية سيدي يوسف، بينما احتضن "مسرح الأوبرا" في مدينة الثقافة احتفالية رسمية، قدّم خلالها "الكورال الوطني لمسرح الأوبرا" و"الفرقة الوطنية للموسيقى" عرضاً موسيقياً بعنوان "يا الخضراء".

وخلال الاحتفالية، أُعطيت إشارة انطلاق تصوير فيلم تاريخي بتقنية التحريك ثلاثي الأبعاد بعنوان "الساقية"، وهو من إخراج الجزائري نوفل كلاش، وسيناريو الطيّب توهامي.

يعود الشريط إلى أحداث ساقية سيدي يوسف؛ من خلال قصّة متخيّلة لعائلة جزائرية تدفعها حملات القمع والنهب والتخريب للجوء إلى القرية الحدودية، حيث يستقبلها مواطنٌ تونسي ويقدّم لها يد العون. وتستمرّ أحداث العمل لتصل إلى ذروتها مع قصف القرية، بينما كانَ طفلٌ جزائري يهمّ بتقديم هدية لرفيقه التونسي في المدرسة.

تبلغ مدّة الفيلم، الذي تموّله وزارة المجاهدين الجزائرية ويُسهم فيها عشرون تقنياً، 70 دقيقة، ويعتمد على مشاهد مستنبطة من مناطق في الجزائر العاصمة والمدية وسوق أهراس، ويُنتظَر أن يستغرق إنجازه ثلاثين أسبوعاً.

المساهمون