"الرحلة" لناهد حسن: أعمال من الطبيعة وعنها

12 ديسمبر 2020
مقطع من إحدى لوحات معرض ناهد حسن
+ الخط -

للمرأة علاقة خاصة وتاريخية بالأقمشة والمنسوجات، من الخياطة إلى الغزل، وصولاً إلى الملابس. لكن الأقمشة يمكنها أيضاً أن تكون خامة فنية ينتج الفنان من خلالها أعمالاً ولوحات وخرائط، وقد أصبح النسيج في العقد الأخير مكوناً حاضراً بقوة في تجارب فنية معاصرة. 

في هذا الإطار تأتي تجربة الفنانة التشكيلية المصرية ناهد حسن، التي أطلقت أخيراً معرضها "الرحلة" في متحف أحمد شوقي في القاهرة، حيث يتواصل حتى 19 من الشهر الجاري، ويضم سلسلة من الأعمال التي اشتغلت فيها حسن على بقايا القماش وأعادت تدويرها لتكون الأساس في لوحات هي أقرب إلى الحكايات، وأضافت إليها حليات نحاسية.

تقول حسن لـ "العربي الجديد": "أستلهم مواضيع أعمالي من تأملاتي في الطبيعة، ما يشدني إليها هذه المصالحة بين الكائنات فيها والقدرة على العيش بشكل مشترك متناغم"، ربما من هذه الطبيعة تستمد عنوان "الرحلة"، مثلما أنها تقوم برحلة في مصر بمدنها وبالحضارات التي مرت عليها من خلال اللوحات، كما تقوم برحلة عكسية في العمر، فترسم بكل ما تملك من طفولة واضحة. 

ما يشدني إلى الطبيعة هي هذه المصالحة بين الكائنات فيها والقدرة على العيش بشكل مشترك متناغم

الخطوط الفطرية والألوان القوية والكثيفة والكائنات من فتيات وأطفال وحيوانات وأشجار، كلها تقدم صورة عن مخيلة طفولية تستفيد من القصص الخرافية وذاكرة الحكايات، وتمزج معها الفنانة التي درست في كلية الفنون الجميلة في القاهرة، تراثها المصري القديم والشعبي في آن واحد.

نراها في لوحة تجسد الحصان في النوبة بالقرب من النيل والحقول، والغزال وعصفور الجنة، وتبني علاقات متخيلة بين هذه الكائنات ملؤها العاطفة فتجعل العصفور أكبر من الغزالة، متعمدة أن تكسر العادي والطبيعي والواقعي، حتى وهي ترسم بواقعية. تقول: "رسمت الحب بين هذه الكائنات، وهو الذي يجعل المقاييس العادية غير حقيقية، فالحب يغير المقاييس فيصبح العصفور أكبر من الغزالة". 

للفنانة تاريخ طويل في العمل مع الأطفال، وفي تصميم ورسم الحكايات لهم، طوال سنوات عملها في وزارة الثقافة، حيث كانت متخصصة في ثقافة الطفل، قدمت خلالها الكثير من الأنشطة التي تقرّب الطفل من الطبيعة والبيئة وغيرها من القضايا، ويبدو أن هذه العلاقة مع الطفل الذي في داخلها كما تقول ما زالت وطيدة ومستمرة. 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون