"الحداثة في أوكرانيا": الفن بدايات القرن الماضي

04 نوفمبر 2022
(مقطع من عمل لأولكسندر بوغومازوف، من المعرض)
+ الخط -

رغم أن هنالك العديد من المؤثّرات الشرقية في تاريخ الفنون والعمارة بأوكرانيا، إلا أن ارتباط فناني هذا البلد بالحركات الفنية الحديثة في غرب القارة الأوروبية كان وثيقاً، خاصة مع انتقال عددٍ منهم إلى فرنسا في العشرينيات وبروزهم ضمن المشهد الثقافي هناك.

يرى دارسو الفن أن انخراط عشرات الفنانين الأوكرانيين من أمثال: أولكسا هريشينكو، وميخايلو أندريانكو، وفاسيل خميليوك في "مدرسة باريس"؛ التعبير الذي يستخدم لوصف تلك حالة صعدت فيها عدة تيارات تباعاً في العقود الأربعة الأولى من القرن الماضي، وامتدّ حضورهم وأثرهم على نظرائهم الذين بقوا في وطنهم.

"في عين العاصفة.. الحداثة في أوكرانيا، 1900-1930" عنوان المعرض الذي يُفتتح "في متحف تيسين بورنيميزا الوطني" بمدريد مساء الثلاثاء، التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الثلاثين من نيسان/ إبريل المقبل.

(عمل لـ ديفيد بورليوك، من المعرض)
(عمل لـ ديفيد بورليوك، من المعرض)

يضيء المعرض مرحلة حساسة في تاريخ أوكرانيا التي تأسّت حداثتها الفنية على خلفية اجتماعية وسياسية معقدة، في لحظة انهيار الإمبراطوريات؛ القيصرية والعثمانية والنمساوية المجرية، واندلاع الحرب العالمية الأولى، وثورة أكتوبر البلشفية عام 1917، مروراً بحرب الاستقلال التي انتهت عام 1921 بإخضاع الأوكرانيين للاتحاد السوفييتي.

ويوضّح بيان المنظّمين إلى أن معطيات أخرى شهدتها تلك المرحلة، إذ أدى القمع الستاليني ضدّ المثقفين الأوكرانيين إلى إعدام العشرات من الكتاب ومديري المسرح والفنانين منهم، بينما تسبّبت مجاعة هولودومور بين عاميْ 1932 و1933 إلى مقتل أكثر من مليوني مواطن أوكراني.

(عمل لـ ألكسندرا إكستر، من المعرض)
(عمل لـ ألكسندرا إكستر، من المعرض)

على الرغم من كلّ هذه الظروف المأساوية، إلا أن الفن الأوكراني عاش خلالها نهضة حقيقية يستعرضها المعرض الذي أتى ثمرة دراسة معمّقة ومستفيضة خلصت إلى اختيار سبعين عملاً من اللوحات الزيتية والرسومات التخطيطية إلى التصوير الفوتوغرافي وتصميمات المسرح لتمثّل كافة الأطياف والتيارات التي تصدّرت تلك السنوات.\

ويعتمد المنظّمون تسلسلاً زمنياً دقيقاً لتقديم صورة شاملة عن تطوّر الفن الأوكراني كما تبيّنها لوحات فنانين مثل أولكسندر بوغومازوف (1880 – 1930)، وأناتول بيتريتسكي (1895 – 1964)، وفيكتور بالموف (1888 – 1929)، وفاسيل يرميلوف (1894 – 1968)، وغيرهم.

تنتمي بعض الأعمال المعروضة إلى تيار تجديد الفن البيزنطي كان ميخايلو بويتشوك (1882 – 1937) أحد أبرز المتصدرين له، وكذلك أعمال لـفنانين من "رابطة الثقافة" التي تأسّست في كييف عام 1918 بوصفها منظمة يهودية اشتراكية علمانية سعت إلى إحياء اللغة اليديشية وتراثها، بالإضافة إلى أعمال الفنانين الذي عاشوا في فرنسا وأوروبا واشتهروا هناك، ومن بينهم: ألكسندرا إكستر (1882 – 1949)، وفلاديمير بارانوف روسين (1888 – 1944)، وسونيا ديلوناي (1885 – 1979).
 

المساهمون