رغم أنّ زمننا الراهن يوصَف بأنه عصُر ثورة على مستوى وسائل التواصُل والإعلام، حيث تنامت أعداد القنوات الفضائية، وباتت لها منافذ ومنصّات على شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنّ دورية أو مجلّة عربية لم تصدر بعدُ بغاية رصد هذه الحركة، واستقرائها بشكل متفاعِل وحقيقي.
مطلع العام المُقبل، تصدر عن "مركز الجزيرة للدراسات" بالدوحة مجلّةٌ محكَّمة نصف سنوية (يصدر عدداها في كانون الثاني/ يناير، وتمّوز/ يوليو من كلّ عام)، بعنوان "الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام"، وهي تُعنَى بنشر البُحوث والدراسات المتعلّقة بحقلَي الاتصال والإعلام.
ولو نظرنا إلى مشروع المجلّة في إطار جهود "مركز الجزيرة للدراسات"، فإنّه لا ينفصل عن الأنشطة والتدريبات التي يسعى المركز إلى تطويرها، وضخِّها في مجرى الإعلام العربي عامةً منذ إنشائه عام 2006. بل إنّها تُتابع الاهتمام بدراسة الظاهرة الإعلامية وتفاعُلاتها المجتمعية، خاصّة بعد تكوين "وحدة الدراسات الإعلامية" عام 2013، وما تراكم بالتالي من خبرة بحثية ومعرفة باحتياجات مجال دراسات الاتصال والإعلام نظرياً وتطبيقياً.
ومن المقرّر أن تعتمد مجلّة "الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام" في أبحاثها ودراساتها المنشورة مقارباتٍ منهجية عابرة للتخصّصات، وتفتح نافذةً لمُراجعات الكتب والإصدارات الجديدة ذات العلاقة بالاتصال والإعلام، كما أنها تعرض ملخّصات للرسائل الجامعية، وتُغطّي الندوات والمؤتمرات التي تتناول القضايا الإعلامية الراهنة.
كما تُخصِّص المجلّة باباً ثابتاً لمشروع "المُعجم الإعلامي الحديث"، الذي يُصدِره "مركز الجزيرة للدراسات"، وهو معجمٌ إلكترونيّ سيكون مُتاحاً للقُرّاء والمستخدمين؛ تُنشَر مادّته العلمية في الأعداد المُقبلة بمُساهمة عدد من الأكاديميين والباحثين المختصّين في الدراسات المعجمية، حيث يتمّ رَفْدُه وإثراؤه بالمصطلحات المستحدثة في مجال الإعلام والاتصال، وذلك مواكبةً لتدفُّق المصطلحات في هذا الحقل المعرفي الذي يتطوّر باستمرار.
الجدير بالذكر أنّ المركز يُصدِر مجموعة من الكتب الإلكترونية والأوراق البحثية سنوياً، إلى جانب مجلّة "لُباب" التي تُعنى بالدراسات الاستراتيجية، والتي صدر عددها الأول في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018.