استمع إلى الملخص
- القطع المعروضة تشمل تماثيل وأدوات برونزية تعود إلى حوالي ألفي عام قبل الميلاد، وتبرز تماثيل مثل تمثال برونزي من التبت وكرشنا وشيفا من الهندوسية.
- المعرض يعكس تطور الحرف التقليدية في آسيا واستخدام البرونز في الحياة اليومية والفنون الروحانية، مع ندوة مخصصة للبرونزيات الآسيوية في يناير المقبل.
منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى اليوم، شكّل البرونز الذي يُعتقد أنه بدأ سبكُه في غرب أوراسيا والهند من النحاس ومعادن مثل القصدير قبل أن تنتقل إلى بلدان القارّة الآسيوية ومنها إلى العالم، مادّة أساسية لتصنيع أدوات الحرب والأواني والتماثيل وغيرها، وهو ما يضيئه معرض "البرونز الآسيوي.. أربعة آلاف عام من الجمال" في "متحف ريكز" بأمستردام.
المعرض الذي افتُتح السبت الماضي ويتواصل حتى الثاني عشر من كانون الثاني/ ديسمبر المقبل، بتنظيم من "مؤسسة باغري"، يحتوي 75 قطعة أثرية وعملاً فنّياً جُمعت من باكستان والهند وتايلاند وفيتنام وإندونيسيا والصين وكوريا الجنوبية واليابان، ومقتناة في ستّة متاحف، وقام بتصميمه الفنّانان ألدو باكر وإيرما بوم.
تعود أقدم القطع المعروضة إلى حوالي ألفي عام قبل الميلاد، مثل المرايا البرونزية والأسلحة والأجراس وأواني النبيذ ومباخر البخور، والتي غالباً ما يتم تصويرها على شكل أسود أو فيلة أو مخلوقات أسطورية، لها حضوره في الديانات والفلسفات القديمة في آسيا.
تعود أقدم القطع المعروضة إلى حوالي ألفي عام قبل الميلاد من باكستان والهند والصين واليابان وغيرها
يُعرض تمثال برونزي صُنع في التبت خلال القرن الخامس عشر مطليّ بالذهب مع تطعيم فيروزي بثلاثة رؤوس وثمانية أذرع، وثُبّتت عليه رموز مستمدّة من البوذية، وكذلك منحوتة لحصان أخضر فيروزي وخادم صيني بزيّه التقليدي، نُفّذت بين القرنين الثاني والثالث الميلادي.
وفي عمل آخر نُفّذ في القرن الثاني عشر الميلادي، يظهر كرشنا وهو إله الحماية والرحمة في الديانة الهندوسية عندما كان طفلاً، برفقة ياشودا التي نشأ في بيتها واعتنت فيه مع زوجه ناندا، وهي مرحلة يتم الاحتفاء بها في المعابد الهندية بالرسومات والتماثيل، بالإضافة إلى تمثال شيفا وهو أحد الآلهة العظام الذي يلقّبه الهندوس بـ"ماهاديفا".
يشير بيان المنظّمين إلى أن المعرض يعكس كذلك التفسيرات الفنية للحرف التقليدية في تلك الجغرافيا الممتدّة وكيفية تطويرها حتى الوقت الحالي إذ كان الحرفيون يفضّلون البرونز لقوته ومرونته في التشكّل وظلّ مرغوباً لدى الفنانين المعاصرين لجمالياته المتعدّدة. كما يُضيء المعرض كيفية التعامل مع أشياء عادية يستخدمها الناس في حياتهم اليومية مثل أدوات الطعام والشرب والزينة، وعناصر أخرى تجسّد عقائد وممارسات روحانية، مع وجود تداخل بين كليهما.
يُشار إلى أنه ستعقد ندوة حول البرونزيات الآسيوية في التاسع من كانون الثاني/ ديسمبر المقبل، وتتواصل ليومين بمشاركة عدد من الباحثين والمتخصّصين في تاريخ الفنّ بآسيا. علماً بأنه تمّت طباعة كتاب يوثّق جميع الأعمال المعروضة مع ذكر معلومات مفصّلة عنها ورمزيتها التاريخية والدينية.