"الإكوادور بلد العوالم الأربعة" في عشرين لوحة

27 يناير 2023
تشيمبورازو.. أعلى بركان في الإكوادور ورمزها الوطني (من المعرض)
+ الخط -

استناداً إلى الطبیعة الجغرافیة للإكوادور المقسَّمة إلى أربع مناطق، اختار الفنان التشكيلي فرانز دیل كاستیلو أن يمثّلها في سلسلة من اللوحات تختصر بلاده المصنّفة واحدة من دول العالم شديدة التنوّع البيولوجي.

هذه اللوحات هي حصيلة المعرض الذي يستمّر في "المبنى 47" بـ"الحي الثقافي كتارا" في الدوحة حتى الثلاثين من الشهر الجاري، متكوّناً من عشرين لوحة أعدّها ديل كاسيتلو بخامة الأكريليك على ألواح خشبية، وجميعها أنجزها عام 2020.

من خلال هذه الصور الأيقونية يبدأ القسم الأول بعنوان "الجزر الساحرة"؛ عن جزر غالاباغوس التي تبعد ألف كيلومتر عن ساحل الإكوادور، وتحتوي على حوالي 129 جزيرة كبيرة وصغيرة وتشكّل ثاني أكبر محمية بحرية على الكوكب.

لإنشاء هذا الجزء من المعرض، اختار فرانز دیل كاستیلو أربع لوحات تشيد بحيوانات هذه الجزر، تشمل "وجه الانقراض" التي يصوّر فيها "خورخي (جورج) الوحید" ذكَر السلحفاة وقد مات في عام 2012 فانقرضت الفصيلة بأسرها.

الإغوانا البحرية
الإغوانا البحرية تعيش فقط في غالاباغوس

وتظهر في المعرض لوحة "الإغوانا البحرية" السحلية البحرية التي تعيش في جزر غالاباغوس فقط، ولوحة أُخرى لسلحفاة غالاباغوس العملاقة وقد أعطت اسمها لهذا الأرخبیل، وزوج من طیور الأطیش البحریة ذوات الأقدام الزرقاء.


طریق الشمس

یتكوّن هذا الجزء من خمس لوحات تُصوّر المنطقة الساحلیة في الإكوادور الشهيرة بالمناظر الطبیعیة المسطّحة، والمنوّعة بین الأراضي والغابات الجافة والرطبة، مع وجود أشجار المانغروف التي تساعد على ظهور أنواع فریدة من نوعها في بیئتها.

هذه المنطقة، وإلى جانب كونها غنیة بالمنتجات البحریة والبریة مثل الموز والكاكاو، هي المكان المفضّل للحیتان الحدباء التي تأتي إلى الساحل الإكوادوري مرّة واحدة في السنة للتزاوج.

استلهم الفنان من هذه السیناریوهات الصور الرمزیة من رؤیة الواقعیة العفویة، والتي تشكّل طریق الشمس، ومنها لوحة "حارس الغابة"، وفيها الببغاء الأخضر وهو يعيش في الغابات الرطبة بمقاطعة غواياس. مثّل فرانز ديل كاستيلو في لوحته ببغاء أخضر خلال طيرانه. ويعيش هذا النوع حتى 80 عاماً، وحالياً هناك 40 نوعاً فقط في البرية.

أما "الذهب الإكوادوري"، فهو اسم لوحة تكريمية للموز الذي توفّر الإكوادور 10% من إنتاجه العالمي.


الأندیز

يشمل هذا الجزء لوحات تصف عالماً مليئاً بالغموض. تقع المرتفعات الإكوادوریة بین الساحل والأمازون، والتي تكوّنت نتیجة سلسلة من ظواهر جغرافیة بنت نظاماً بیئیاً غنیاً بالبراكین النشطة والأرضیات المناخیة، التي یتراوح ارتفاعها بین 1800 و6263 متراً.

هذه لوحات بركانية واحدة منها بعنوان "إيقاظ عملاق"، تصوّر بركان كوتوباكسي النشط، ويبلغ ارتفاعه 5897 متراً، وهو ثاني أعلى بركان في البلاد، ويظهر في اللوحة اللاما، وهو حيوان متوطن في هذه الجغرافيا.

لوحة "الألتار" هي لبركان خامد في وسط الإكوادور، الوعر والأكثر صعوبة في التسلق، وأخرى "حلق النار" لبركان تونغوراهوا الأشد نشاطاً في المرتفعات الإكوادورية، ويبلغ ارتفاعه 5023م.

الصورة
الألتار
الألتار.. البركان الخامد الوعر

وهذا تشيمبورازو أعلى بركان في الإكوادور، وهو رمز وطني يرتفع 6263 متراً فوق مستوى سطح البحر. رسم الفنان البركان الذي لا يزال نشطاً وكان لسنوات موضوعاً للدراسة من قبل الباحثين والمستكشفين، مثل الألماني ألكسندر فون هومبولت (1796- 1859).

وآخرها بركان كايامبي بنهره الجليدي البالغ ارتفاعه 5790 متراً. يمثّل الفنان هنا بركاناً غير حقيقي، بظلال من اللون الأخضر غير موجودة في الواقع، ومع كثافة من الضوء الأصفر في الزاوية اليمنى العليا التي تتناقض مع الأراضي العشبية الحمراء في المقدمة.

أما لوحة "كوري تولا"، فهي بطاقة مهداة من الفنان إلى الجبال التي تحيط بمنزله في إمبابورا، الحديقة الجيولوجية في أميركا الجنوبية التي ضمتها منظمة اليونسكو إلى لائحة التراث العالمي.

الصورة
كوري تولا
كوري تولا.. جبال الذهب

تبرز في اللوحة حقول الذرة، الغذاء الرئيسي في الأنديز، والتي تجف وتصبح مساحة صفراء كبيرة تمنح المشاهد من مسافة بعيدة ومع أشعة الشمس، إحساساً بأنه محاط بجبال من الذهب.


عالم أرض نمر الجاكوار

في هذه المجموعة المكوّنة من أربع لوحات فنیة، قدّم الفنان الحیوانات والنباتات التي تصوّر موطن نمر الجاكوار في الأمازون الإكوادوري، المكان الذي تعیش فیه حیوانات لم يجرِ اكتشافها بعد، وتوجد بها محمیات مثل "حدیقة یاسوني الوطنیة" المصنفة أكبر محمیة طبیعیة للطیور في العالم.

هذه المساحة هي قبل ذلك موطن نمر الجاكوار، الذي قدسه الأسلاف القدماء، ويظهر في لوحة "ملك الأمازون". وقد مثّل الفنان، جاكوار من مقاطعة باستازا، والمعروفة بكونها موطناً لأكبر عدد من القوميات الأصلية في البلاد، مع أكثر من 7 لغات أصلية يتحدث بها السكان.

يُعتبر جاكوار حامي أرواح الأمازون، وكان السكان الأصليون قبل الصيد يصلّون له لضمان حصولهم على مطاردة مثمرة. تُعرف هذه المنطقة بمئات الأنواع من الأشجار والأنهار العريضة التي تفيض بأمطار غزيرة والكائنات الضخمة مثل الأناكوندا والعقاب الخطّاف.

وفي إحدى اللوحات، نعاين طائر "هواتزين" الفريد بمظهره الغريب، إذ له رقبة طويلة رفيعة ورأس صغير جداً بالنسبة لبقية جسده، ولونه أحمر فاتح وهو حاضر في العديد من الأساطير لشعب شوار في الإكوادور.

و"الدولفين الوردي" يظهر في لوحة تمثل أحد أشد الحيوانات غموضاً في منطقة الأمازون الإكوادورية، وهذا الكائن الثديي الذي يمكن أن يصل طوله إلى ثلاثة أمتار بقي لعدة قرون في مجتمعات السكان الأصليين موضوع الأساطير السحرية التي تُنسب إليه القدرة على أن يصبح إنساناً.

أما اليوم، فيصنّف الدولفين الوردي ضمن القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض في الإكوادور، لتلوث موطنه الطبيعي بسبب تسرب المواد السامة.

رسم فرانز دیل كاستیلو في آخر هذه المجموعة ببغاء من فصيلة لورا باتروجا ذي الرأس الأزرق عاش في منزله لمدة عشرين عاماً، وهو يستوطن منطقة الأمازون الإكوادورية، ويُعرف بأنه مستأنس لقدرته على تمثيل الأصوات الصوتية الشبيهة بالإنسان. تعيش هذه الببغاوات حوالي 60 عاماً وهي مرغوبة لدى كبار السن في البلاد.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون