"الأزرق وألوان أُخرى".. الفنّ التشكيلي في المغرب حتى التسعينيات

29 يونيو 2023
أحمد الشرقاوي/ المغرب
+ الخط -

بدأت أُولى التجارب التشكيلية في المغرب مطلع القرن العشرين، مع ظهور فنّانين مارسوا الرسم التصويري على الطريقة الأوروبية، وكان هذا الفنّ، قبل ذلك، يُمارَس ضمن تصوُّر شعبي يرتبط بالحِرف التقليدية. أبرز هؤلاء هو الرسّام المغربي محمد بن علي الرباطي (1939 - 1861) الذي قدّم أعمالاً بالألوان المائية تنتمي إلى الفنّ الفطري.

ستتبلور هذه التجارب لتُشكّل حالةً فنّية في الأربعينيات، مع مشاركة بعض الفنّانين المغاربة في معارض لرسّامين أوروبيّين في المغرب، قبل أن يُقيم عددٌ منهم معارض فردية. غير أنّ سنة 1965 ستشكّل محطّة محورية مع تأسيس "حلقة مدرسة الفنون الجميلة" في الدار البيضاء، والتي ضمّت أسماء مثل: مثل فريد بلكاهية، ومحمد شبعة، ومحمد المليحي، ومحمد حميدي، ومصطفى حفيظ.

"الأزرق وألوان أُخرى: رحلة في تاريخ الفنّ المغربي" عنوان معرض جماعي افتُتح الإثنين الماضي في "المتحف الوطني للفنّ المُعاصر" بلشبونة، ويستمرّ حتى الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل. ومن خلال مجموعة مختارة من الأعمال الفنّية، يضيء المعرض على تاريخ الفنّ التشكيلي في المغرب وتياراته وروافده ومدارسه المختلفة.

يضمّ المعرض، الذي تنظّمه "المؤسَّسة الوطنية للمتاحف" في المغرب و"المتحف الوطني للفنّ المُعاصر" في البرتغال، أربعةً وستّين عملاً فنّياً لستّين فنّاناً من أجيال وتيارات مختلفة، وهي أعمالٌ وُزّعت توزيعاً زمنياً على عشرة أقسام، للإضاءة على تطوُّر الفنّ التشكيلي المغربي منذ بداية القرن العشرين، مروراً بفترة الخمسينيات والستّينيات التي شهدت توجُّهاً نحو تكريس عالمية التصوير، ثمّ السبعينيات والثمانينيات التي عرفت ذروة تطوُّر التجريد الفردي، وصولاً إلى فترة التسعينيات التي ترتبط بالفنّ التشكيلي المُعاصر بمواضيعه ووسائطه المتعدّدة.

يتوقّف المعرض عند بعض المحطّات الرئيسية في تاريخ التشكيل المغربي؛ مثل "مدرسة تطوان للفنون الجميلة" التي أسّسها الفنّان الغرناطي ماريانو بيرتوتشي عام 1945، وأسهمت في ظهور أسماء بارزة؛ مثل أحمد العمراني ومحمد إدريسي وسعيد المساري وحسن الشاعر ويونس رحمون، وأيضاً عند "مدرسة الدار البيضاء"، إلى جانب أسماء تأسيسية مثل الجيلالي الغرباوي وأحمد الشرقاوي.

المساهمون