اسمك يصدأ في الحدائق

25 مايو 2021
"كان يوماً" لـ إسماعيل الشيخلي، 1974
+ الخط -

أيّها اليوم

أيّها اليوم
يا خسارتي الدائمة
كن اسمي الذي يبقى
حين تغيب الشمس
حتّى أخلع خوفي من الغد
الذي يحمل كل أسباب البكاء.

أيّها اليوم
لا تكسر مساءك
لأجل فجرٍ ذابل
دع الديك يصمت
واستمع لنشيدي
كيلا يتلبّسك السراب
وتخذل عطشي للأبدية.


▄ ▄ ▄


نيسان

نيسان
ما هذه الشحّة؟
ينمو على هوائك الغياب
واسمك يصدأ في الحدائق.
تذبل زهرةٌ في كلامي
حين تنساني مَطَرَتك الأخيرة
فأذهب مع الغيمِ جهة الغروب
وعلى صمتي أثرٌ لأسنان الربيع.
اختفى صبية الاحتفال
في يوم زكريا
وصارت شموع الأدعية
شواهد لقبورهم في الماء.
نيسان
هل كان ابتهال العواقر حسداً للأمهات؟
ستظلُّ نسائمك وعوداً بالفقد
والعطش سيحمل دائماً
رائحة أطفال غرقى.


▄ ▄ ▄


شبّيك لبّيك

المسافة نحو نجاتي
سبعة أختام،
وأنا اجتهد كي أمحو اسمي من هذا المكان
بينما في جهة ليست بعيدة
تنام صورتي على أوراق السفر
والخوف يسهر تحت جلدي.
لن تنطوي بيَ أرض الغرفة
حتى يبتسم البركان
فينطق تلّ النعمان نيران أسراره،
وتكون دجلةُ قد جفّتْ بها الرغبات
لتجري كما الأيام نحو نهايتها.
لا سِحر يشقّ ماء دجلة،
وأمواجه الفارغة من الكنوز
تلفظ جنياً يمنحني أمنية وحيدة
"شبّيك لبّيك
كيف تريد أن تموت؟"
أقطع البساتين
وأموت بزهرة مسمومة.


▄ ▄ ▄


الكسالى

يتنفسُّ الصبحُ
إذا ما شعرَ الجميع بالأمل
ويكون عندهم ما يفعلونه لبقية النهار،
بحثٌ عن كنزٍ تحجبه
أحاديث الضباب.

شمسُ كلّ صباحٍ تقول تعالوا
البهجة خابية خلف الكسل
اقطعوا الطريق بالأغاني
تنفتحُ لكم زهورُ المفاجأة
وتلقون ما يكافئ جرأتكم،
لكنّ الكسالى
يمضون ساعات الضوء
خلف زجاج مُعتم
فتبقى ظلالهم محبوسة
حتى يجيء ليلُ شتاءٍ عنيد
فينزلُ البرق عمودياً
يُضيء أحجاراً خائبة في الحديقة
والعيون يخترقها البرد عبر الزجاج،
في ليل مدينة تبكي
ينام الجميع على دموعهم
وتتلف صفحة من التاريخ.

* شاعر من العراق

نصوص
التحديثات الحية
دلالات
المساهمون