إيغشان آدامز.. منسوجات من جنوب أفريقيا

31 مايو 2021
(من المعرض)
+ الخط -

في الأعوام العشرة الأخيرة، توجّه الفنان الجنوب أفريقي إيغشان آدامز إلى تقديم أعمال نسيج تعتمد على التجريد الهندسي، حيث حاك العديد من سجادات الصلاة والأزياء والقلائد والأقمشة وغيرها من الوسائط ذات الصلة بإرثه كمسلم في بلد مختلط الثقافات والأعراق.

ولد آدامز قبل انتهاء نظام الفصل العنصري بنحو اثنتي عشرة سنة، في مرحلة كانت فيها جنوب أفريقيا تبحث عن هويتها السياسية، حيث عاش طفولة يروي كيف كانت العنصرية فيها مسألة طبيعية، واستحق ذلك الكثير من الجهد من أجل تغيير الأفكار النمطية التي شكّلها الناس بعضهم تجاه بعض.

في معرضه "صدّ الغبار"، الذي افتتح في التاسع عشر من الشهر الجاري في "غاليري هيوارد" بلندن، ويتواصل حتى الخامس والعشرين من تموز/ يوليو المقبل، يقدّم تركيباً جديداً أنشأه بحجم كبير إلى جانب مفروشات منسوجة ومنحوتات معلّقة.

بالاعتماد على الرموز والأيقونات المستمدّة من الثقافة الإسلامية، يسعى آدامز إلى اكتشاف التاريخ الاجتماعي والسياسي لأقلية الكريول التي ينتمي إليها، وكذلك الطبقة العاملة التي تنتسب إليها أسرته، من خلال التركيز على تقاطعات الهوية وتعددها على المستوى الشخصي والعائلي والقومي.

(من المعرض)
(من المعرض)

نجد في بعض المنسوجات النجمة ثمانية الأضلاع التي بدأ استخدامها منذ العصر الأموي لتؤدي وظيفة أساسية تتمثّل حجب الشمس والتظليل لكنها كانت تحيل إلى الاكتمال والعظمة، وهي إلى جوار أشكال أخرى مستوحاة من التراث الأفريقي.

يمزج آدامز بين الطلاء بألوانه المختلفة التي يستخدمها وبين الخرز، حيث يلوّن ويزخرف من خلالها منسوجاته التي تحاكي العديد من عادات وتقاليد المسلمين في جنوب أفريقيا، ومنها الطقوس الجنائزية لتطهير الجسد وتكفينه، أو إلى الحجاب الذي ترتديه المسلمات، إلى جانب صور للكعبة المشرفة وقبة الصخرة في القدس، ويختار أيضاً عبارات ذات دلالات دينية أو آيات قرآنية يكتبها بالخط الكوفي وتظهر في بعض الأعمال.

في تركيباته الجديدة، يحيك مشاهد تشبه صور الخرائط الطبوغرافية الجوية للأرض والمسطحات المائية والأشجار ضمن التنوع الطبيعي الذي تتميّز به بلاده، في إشارة إلى التعدّد الذي لا يكون الإيمان به عبر الصدفة، إنما من خلال المرور بالعديد من الصدمات النفسية والثقافية والاجتماعية.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون