إيريك هرماس: اعتراف في دوائر أوسع

17 سبتمبر 2021
لوحة لـ هرماس، 1961
+ الخط -

تمرّ هذا العام الذكرى الخمسون للفنان التشكيلي السوسري إيريك هرماس (1881 - 1971)، وهو ما يخلق اهتماماً قلما حظي به منذ رحيله، وهو الذي يصنّف في درجة أدنى من الفنان بسبب انهماكه في تصوير المشاهد الطبيعية باعتبارها ممارسة فنية باتت مهجورة في القرن العشرين.

في كتابه الأخير "إيريك هرماس: مرسال الفنون"، يعمل الباحث الفرنسي في تاريخ الفن فيليب كلار على تفنيد هذه المقولة التي تضع الفنان السويسري في درجة أقل من الفنان، مبرزاً بالخصوص تنوّع هرماس بين الممارسات الفنية وهو ما يكشفه العنوان الذي يحيل أيضاً إلى إشارة إلى الإله اليوناني هرمس والذي كان أحد آلهة الفن ومن مهامه تأمين التراسل والتواصل.

يُبرز المؤلف أيضاً جانباً قلما جرى الاهتمام به في منجز هرماس وهو اشتغاله في مجال تصميم الملصقات، ويعود ذلك إلى أن هذا النوع من الممارسة الفنية لم يكن يدخل ضمن دائرة الفن وقتها، على عكس اليوم.

يضيء الكتاب أيضاً على بيئة الفن في جنيف في بدايات القرن العشرين، ويؤكّد المؤلف أن المدينة السويسرية كانت من معاقل التحديث الفنّي ولكنها لم تكن تذهب إلى الشطط التحديثي الذي نجده في برلين أو باريس، ويرى كلار هنا أن جنيف يمكن اعتبارها نقطة وسط بين فيينا عاصمة الفنانين المحافظين وباريس مقر الذاهبين إلى أبعد ما يمكن في التحديث. 

يرسم المؤلف أيضاً خطّ سير إيريك هرماس بين المدن التي أقام فيها، ومنها باريس التي وجد فيها رغم جنوحها التحديثي مجالاً للعرض والاعتراف، كما أقام الفنان السويسري في إسبانيا التي كان لها هي الأخرى أثر في لوحاته.

المساهمون