إيريك غيغليالمي: رحيل عاشق الكتاب الفوتوغرافي

25 يونيو 2021
(إيريك غيغليالمي)
+ الخط -

بين نهاية ثمانينيات القرن الماضي وبدايات القرن الجاري، لم تكن هناك بؤرة تشتعل في العالم إلّا وذهب إليها المصوّر الفوتوغرافي الفرنسي إيريك غيغليالمي (1970 - 2021)، الذي رحل عن عالمنا أوّل أمس. هكذا زار الكونغو وأوكرانيا ومالي وروندا وغيرها من البلاد المشتعلة لينقل عبر الصورة وحشية الإنسان في حق إخوته.

في 2002، قرّر غيغليالمي، وهو في قمة شهرته كمصوّر صحافي، أن يوقف مسيرته ليتفرّغ أوّلاً للتصوير الفوتوغرافي الفني ثم للكتابة، قبل أن يصبح ناشراً بتأسيسه لمؤسسة "غانغ" في 2010. وقد أعلن وقتها أن المؤسّسة تغطّي نقصاً في منظومة النشر في بلاده؛ حيث أشار إلى أن الكتاب الفوتوغرافي بات يحتاج إلى دار نشر تضعه ضمن أولوياتها، وليس مجرّد تنويع يؤثث خلفية الإصدارات الأدبية والفكرية. ومنذ ذلك الوقت، جعل من الكتاب الفوتوغرافي قضيّته.

هذه المسيرة التي نقلت غيغليالمي من التصوير الفوتوغرافي إلى الكتابة ثمّ النشر. ولم يكن أحد يصدّق أن من يقف وراءها شخص عصامي لم يأخذ من التعليم إلا الحد الأدنى في طفولته، ثمّ اشتغل مبكّراً في المصانع كعامل بسيط، قبل أن يدخل عالم التصوير الفوتوغرافي كمساعد لأحد أصحاب الإستوديوهات التجارية. 

لاحقاً، وظّف تجربته الفوتوغرافية لدى مؤسسات إعلامية أبرزها "ليبراسيون" و"جون أفريك". وبفضل الثانية بات أحد أبرز المتخصصين في قضايا أفريقيا الاجتماعية والسياسية والثقافية، وكانت تجربته الأفريقية مصدر كتابه "توبا" الذي أضاء فيه على الجماعات المسلمة في أفريقيا جنوب الصحراء، وهو عمل لم تقبله دور نشر كثيرة وكان سبباً في تأسيس دار "غانغ".

لكن عمله الأبرز سيكون كتابه "آرثر رامبو: لست أكثر من عابر طريق"، وفيه عاد إلى جميع المدن التي زارها الشاعر الفرنسي خارج بلده بعد اعتزاله الكتابة الشعرية، وكأن غيغليالمي حاول أن يفسّر بالصورة ردّ فعل رامبو على الواقع الأخلاقي للغرب الذي فرّ منه.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون