في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين المذكرات والأنثروبولوجيا وتاريخ الفن والدراسات اللغوية والنقدية والتاريخية والفكرية والسياسية.
■ ■ ■
بترجمة يونس جنوحي، صدرت حديثاً عن "دار أكورا" النسخة العربية من كتاب "مع المولى عبد الحفيظ في فاس" للصحافي البريطاني لاورنس هاريس، والذي وصل إلى طنجة في خريف 1908 لإجراء حوار مع السلطان المغربي عبد الحفيظ بُعَيد تولّيه العرش، والتقى خلال إقامته في المغرب عدداً من الوزراء والأثرياء في طنجة وفاس، كما جلس إلى فقرائهما. ينقل الكتاب، الذي صدر بالإنكليزية عام 1909، طقوس البيعة، والحياة اليومية للمغاربة، وآراءهم حول التنافُس الاستعماري على بلادهم، والمفاوضات التي أدّت إلى توقيع "اتفاقية الحماية" مع فرنسا عام 1912.
"مسائل في اللسانيات وعلم العلامات: قراءة في نصوص فردينان دو سوسور" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، للباحث الجزائري مختار زواوي. يتضمّن العمل دراسةً في مجموعاتٍ خمس من أعمال اللغوي السويسري الجديدة في اللسانيات العامّة عُثر عليها عام 1996 ونُشرت في عام 2002، وتناقش مسائل مثل: ميتافيزيقا العلامة، والتجريد، والثنائيات، ومبدأ المخالفة، وسؤال البدايات، ونقد النحو المقارن والطريقة المقارنة، والمنهج واللغة الواصفة، والسيميولوجيات والتوزيع الجغرافي للألسن، والخطاب.
عن "مؤسّسة أبجد للترجمة والنشر"، صدر حديثاً كتاب "شعرية المفارقة: مقاربات في الأسطورة والتراث والمعاصرة" للباحث العراقي قيس الجنابي. يتنقّل العمل، في أبوابه العشرة، بين عدّة مواضيع ذات صلة بالأسطورة والتراث وتمثيلاتهما في الآداب المختلفة من الشعر والحكاية والقصّة القصيرة والرواية والمسرح، كما يشمل أسماء لعدّة كتاب وشعراء عرب؛ مثل الشاعرَين أمل دنقل ومحمد مهدي الجواهري والقاصّ محمد خضيّر. في حين تطرّق في موضوعة الرواية إلى أسماء أُخرى؛ مثل: فؤاد التكرلي، وإبراهيم الكوني، وغادة السمّان، وإبراهيم أصلان.
"شرق أوسط عادي: بين الاستهلاك والقدرة على الحركة" هو عنوان الكتاب الصادر أخيراً عن "منشورات ديكارتيك الفرنسية" لعالمَي الأنثروبولوجيا الفرنسيَّين تيري بواسيير ويوان مورفان. يُحاول العمل تقديم مساهمة في فهم أنثروبولوجيا الرأسمالية، وذلك من خلال دراسة أشكال التداول والاستهلاك في كلّ من العالم العربي وتركيا وإيران، في سياق اضطرابات سياسية واقتصادية كبيرة، تشهدها المنطقة منذ 2011، ويركّز على مدن تأثّرت بالتوجّهات النيوليبرالية خلال العقدَين الماضيَين؛ هي: حلب، وقُم، وطهران، وإسطنبول؛ بهدف فهم الديناميات الاجتماعية.
عن "دار ممدوح عدوان"، صدرت حديثاً رواية "ابن الإنسان" لـ أوغستو روا باستوس (1917 - 2005) بترجمة بسّام البزاز. في هذه الرواية، (1960)، يروي الكاتب الباراغواياني جانباً من تاريخ بلاده، من خلال قصّة تمثال ينحته صانع آلات موسيقية قبل موته، فيتّخذه سكّان قرية إيتابيه مَعلماً، ثُمّ تتشعّب الرواية لتنقُل أحداثاً وحروباً استمرّت عقدَين، قبل أن تعود إلى التمثال الذي اكتسب رمزيةً جديدة. يروي باستوس التاريخ من منظور أشخاص عاديّين، مصوّراً محاولات تمرّدهم على السلطة، ثمّ إجبارهم على الموت في حروب عبثية يخوضونها إلى جانبها.
"الحداثة والأخلاق" عنوان كتاب للمفكّر الأميركي تشارلز لامور (1950) صدرت نسختُه العربية حديثاً عن "دار صوفيا" بترجمة وتقديم أستاذ الفلسفة المُعاصرة في جامعة الكويت، الزواوي بغّورة. في هذا العمل، الذي صدر أوّل مرّة عام 1996، يَعتبر الأستاذ في "جامعة كولومبيا" بنيويورك، أنَّ من الضروري القبول بأنّ الحداثة تُشكّل أفقاً لازماً لتفكيرنا العقلاني، لكنّه يلفت، مِن جهة أُخرى، إلى ضرورة الاعتراف بوجود مشكلات أخلاقية أساسية تتّصل بالحداثة، لم يقُم الفكر المعاصر بتقديم حلول لها، ولم يرها بوضوح حتّى.
عن "منشورات جامعة ييل"، صدر حديثاً كتاب "ألبرتو جياكوميتي.. نحو الشكل النهائي" ويشمل مجموعة دراسات حرّرتها إميلي بوفارد. يتتبّع الباحثون سيرينا بوكالو، وهوغو دانيال، وآن دوماس، وكاثرين غرينير، وكاثرينا مانشاندا، ورومان بيرين، وويليام روبنسون، وويليام رودولف، في دراساتهم أكثر من مئة عمل للفنّان السويسري (1901 - 1966)، ويكشفون مركزية المنظر الطبيعي فيها، وتأثّره بعدد من رسّامي ما بعد الانطباعية الذين أحاطوا بوالده الفنان جيوفاني جياكوميتي، كما يضيء الكتاب علاقة ألبرتو بالاستوديو الذي نفّذ فيه أغلب رسوماته ومنحوتاته.
صدر حديثاً عن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" كتاب "قطع الطريق على فلسطين: تاريخ سياسي، من كامب ديفيد إلى أوسلو"، من تأليف سِث أنزيسكا وترجمة داود تلحمي. يعتمد المؤلّف مصادر رُفعت عنها السرية حديثاً، إلى جانب مقابلات مع مجموعة من الدبلوماسيّين وقدامى المحاربين العسكريّين، والقادة الشعبيّين، ليحدّد بداية مسار ما يسّمى "عملية السلام" في المنطقة العربية، كما يقدم تفسيراً جديداً وجريئاً لصراع مشحون جدّاً من أجل تقرير المصير، وكيف عقدت "إسرائيل" معاهدة سلام مع مصر منذ أكثر من أربعين عاماً، لكن مسار السلام لم يُفض إلى بناء دولة فلسطينية.
بتوقيع عبد الواحد لؤلؤة، صدرت حديثاً الترجمة العربية لكتاب "الرمزية" للباحث البريطاني تشارلز جادويك. العملُ جزءٌ من سلسلةٍ تُصدرها "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" منذ سنوات، بعنوان "موسوعة المصطلح النقدي"، وتضمّ دراساتٍ تتناول مصطلحات ومفهومات دخلت النقد الأدبي في العصر الحديث؛ مثل: المأساة، والرومانسية، والواقعية، والجمالية، والمجاز الذهني، واللامعقول، والتصوّر، والحبكة، والمفارقة، والترميز، والرعوية؛ حيث تستند هذه الدراسات إلى أمثلة من نصوص أدبية بلغات مختلفة بهدف الإضاءة على المصطلَح الأدبي أو الفنّي.
بتوقيع المترجِم إسماعيل زين العابدين، صدرت أخيراً عن دار "نينوى" الترجمة العربية لكتاب "تأمّلات حول المقصلة" للروائي ألبير كامو. يتناول صاحبُ "نوبل للآداب" (1960)، في كتابه هذا، المقولات التي تنظر إلى الغريزة البشرية بوصفها ميّالة إلى القتل، ومنها "نظرية الردع" التي يذهب أصحابُها إلى أنّ عقوبة القتل أو الإعدام هي أنفى للقتل، وتُمثّل وازعاً دون ارتكابه. يتّجه كامو إلى دحض هذا التوجّه من حيث إنّ الطبيعة البشرية مختلفة، ولا يمكن أن تسيطر عليها فكرة واحدة، إنّما الإنسان مجموعة من القوى والتقلّبات المفاجئة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
