في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفلسفية وأنطولوجيا الشعر والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع وفن الكاريكاتير والمعاجم.
■ ■ ■
في طبعة مشتركة بين "دار الروافد الثقافية" و"منشورات ابن النديم"، صدر مؤخّراً كتاب "فلسفة التكوين وفكرة الثقافة" للباحث الجزائري محمد شوقي الزّين، وهو الجزء الأوّل من مشروع سماه "نقد العقل الثقافي". يعود المؤلّف إلى تشكّل مفهوم الثقافة بالاستناد إلى مرجعيات ألمانية أساساً، مثل هردر وشيلر وكاسيرر وهومبولت وهيغل ونيتشه، حيث يدرس فكرة "البيلدونغ" الألمانية كمبدأ مكوَّن بين المعرفة والسلوك. في هذا الجهد، يعتمد المؤلّف على مجموعة من الأدوات العابرة للتخصّص فيراوح بين المنطلقات الأنثروبولوجية والتأويلية.
"الوعي الأسطوري الرافدي: تجلّياته الفلسفية"، عنوان كتاب صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" للباحث السوري عبد الباسط سيدا، الذي يستعرض الوقائع والقرائن التي تتناول طبيعة إسهام الفكر الشرقي عموماً، والرافدي تحديداً، في الفعل الفلسفي النظري اليوناني اللاحق، ويتلمّس الجوانب التي حالت دون تبلور معالم الفعل المعنيّ في بلاد ما بين النهرين، على الرغم من الإنجازات الكبرى التي حقّقها على مختلف الصعد والمستويات، كما يقف عند الأسئلة التي كانت تُقلق تفكير الإنسان في الحضارات العراقية القديمة.
عن منشورات "إيسبيخو دي دنتا"، صدر مؤخراً كتاب "STREAMINK". وفيه يجمع رسّام الكاريكاتير الكوبي أنخل بوليغان 127 من رسوماته التي تتناول علاقة الإنسان المعاصر بتكنولوجيات التواصل. يسخر بوليغان من تحوّل مواقع التواصل الاجتماعي إلى بديل عن الحياة الواقعية وإلى حجاب يُخفي الكثير ممّا يدور في العالم من أخطار بيئية واجتماعية. يعدّ بوليغان أحد أشهر رسّامي الكاريكاتير في أميركا اللاتينية، حيث ينشر بانتظام في صحيفة "يونيفرسال"، كما أسّس "وكالة" لفن الكاريكاتير تجمع تجارب ساخرة عديدة تغطّي يومياً أحداث العالم.
صدر حديثاً عن "دار الشروق" (عمّان) كتاب "نظريات مستحدثة في علم الاجتماع" لـ معن خليل العمر. يتضمّن العمل تسعة فصول تعرض القواعد الفكرية التي انطلقت منها النظرية البنائية الوظيفية في علم الاجتماع، واستعارتها لأبرز مفاهيمها من علوم متنوّعة، أبرزها العلوم الاقتصادية، على خلفية أن العامل الاقتصادي هو الأقوى تأثيراً على صعيد تركيبة البناء الاجتماعي. يركّز المؤلف خصوصاً على إضاءة مفهومي البناء والوظيفة، وتأثيرهما في بناء تصوّرات الباحثين في علم الاجتماع وهم يحاولون فهم ظواهر النظام الاجتماعي وتحوّلاته.
عن "منشورات سوي" الفرنسية، صدر كتاب "أنطولوجيا الشعر الفلسطيني اليوم"، من اختيار وترجمة الشاعر المغربي عبد اللطيف اللّعبي. يكشف العمل "حقلاً شعرياً متجدّداً بالكامل، بُذِر وجُني من طرف فاعلين ينتمون إلى أجيال جديدة"، كما نقرأ في تقديم اللعبي الذي يضيف: "خلال الفترات الأعصب في تاريخ شعب، يكون الشعراء في الموعد". من بين الشعراء: رجاء غانم، وأشرف الزغل، وأنس العيلة، وجمانة مصطفى، ونجوان درويش، ومازن معروف، ورولا سرحان، وهلا الشروف، وغياث المدهون، وكوليت أبو حسين، ورائد وحش، وأسماء عزايزة، ودالية طه، ويحيى عاشور.
بتوقيع إياد عيسى، صدرت حديثاً عن دار "صفحة سبعة" ترجمة كتاب "عبقرية الكذب: أو هل كذبَ كِبار الفلاسفة؟" للباحث فرانسوا نودلمان. يقترح المؤلّف إعادة التفكير في الكذب من خارج الأحكام الأخلاقية المسبقة، متسائلاً عن قدرة التفكير وفق منطق الكذِب ـ إقرار شيء من دون الاعتقاد أو العمل به ـ على إنتاج أفكار عبقرية. للإجابة، يعود نودلمان إلى حكايات عدد من الفلاسفة: من كييركيغارد الذي كان يحامي عن الدين بينما كان يعيش حياة بعيدة عن الإيمان، إلى فوكو الذي يدافع عن شجاعة قول الحقيقة بينما يخفي لسنوات إصابته بالإيدز.
صدر عن "مركز دراسات ثقافات المتوسّط"، كتاب "الجنسانية في الهزيمة والانتصار" للباحثة الفلسطينية إسلام كمال. يُحاول العمل، الذي يضمّ ملحقاً بمقابلات ميدانية، استكشاف طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، في بُعدَيها المادّي - الجنسي، والمعنوي - الاجتماعي، وامتداد تلك الطبيعة نحو تجنيس الأشياء والعلاقات. من الأسئلة التي تطرحها الباحثة: كيف حادت العلاقة الجنسية عن مسارها لتصبح علاقة حرب، علاقة منهزم ومنتصر، علاقة إهانة ومُهان؟ وهل حادت بالفعل، أم أنها عنيفة بالأصل؟ وكيف يكون الجسد هو أرض التفسيرات جميعها؟
صدر حديثاً كتاب "العقل في المنفى: توماس مان في برينستون" لأستاذ الأدب المقارن ستانلي كورن غولد، عن "منشورات جامعة برنستون". يروي المؤلّف تفاصيل 14 عاماً قضاها الروائي الألماني (1875 - 1955)، في الولايات المتحدة، بدءاً من عام 1952، كتَب خلالها أجزاء من روايته "لوته في فايمار" التي استند فيها إلى كتاب "آلام الشاب فرتر" لغوته، وكذلك الجزء الأخير من رباعتيه "يوسف وإخوته"، بالإضافة إلى إلقائه سلسلة محاضرات في "جامعة برينستون"، تناولت قضايا مثل العدالة الاجتماعية والديمقراطية وتضمّنت تأمّلاته في تاريخ ألمانيا.
عن "المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية"، يصدر قريباً "معجم أدباء الجزائر في القرن العشرين" للباحث والأكاديمي عبد الكريم حمّو. بالاعتماد على مصادر متنوّعة، يجمع العملُ عدداً كبيراً من أسماء الكتّاب الجزائريّين خلال القرن الماضي، والتي رُتّبت ترتيباً ألفبائياً ووُزّعت ضمن الأنواع الأدبية التي كَتبت ضمنها، حيث يقدّم المؤلّف تعريفات بهم، وإضاءات على أعمالهم، ونماذج من كتاباتهم الشعرية أو النثرية، إلى جانب الخصائص الفكرية والثقافية والاجتماعية التي ميّزت الفترات التي عاشوا فيها.